البقاء و الفناء

ليس الوجودُ هو البقاء في الأماكنِ، و لا الفناءُهو اختفاءُ الأشياءِ و الأحياءِ عن المرآى و المساكن. الوجودُ في الاتصالِ و التواصلِ والامتدادِ يوماً بعد يومٍ بلا انقطاعٍ ، و الفناءُ هو الانتهاءُ الى عدمٍ …. كريحٍ لا تبقِ و لا تذر.

و تبقى أنت يا من وُعدَّتَ بالبقاءِ و وُعدَ أهلكِ بالرباطِ. أنت يا يا وطني محفوظٌ برعايةِ الله و و مربوطٌ قدرك، و كلُ ما في أرضكِ بالدوام و العلياء. قدرك أن تعمر ما يُعمر فيك شجرُ الزيتونِ، لا عجبَ أنها شجرةُ تعيشُ على القليلِ من الماءِ، و لا يهزمها لا قيظُُ صيفٍ و لا زمهريرُ شتاء. لا تقتلها المعاولُ، ولا يضرها تروسُ جرافاتِ … تقتلعها من الجذورِ…. فهي شجرة النضالِ ….تنبت مرةٍ بعد مرةِ … خضراء .نائمةٌ أو قائمةٌ ….. ما دام فيها فرعٌ يلامس ثرى الأرض الطاهرة …… يستمدُ منها البقاء و الحياة.

أرضك يا حسناءُ، يا خضراءَ، يا وعدَ الله بالعزِ و العلياء. لا يضيرك من عاثوا بك الخراب، و لا من راهنوا عليكِ بالهزيمةِ و الفناء.، و فيك رجالٌ ما وهنوا، ما ذلوا، وما ركعوا …. فيك رجالٌ كفوفهم محناةُ بالنصرِ، و نساءٌ قلوبهن مربوطةٌ بالصبر، و ألسنتهن مغلفةٌ بالحمد. فيك يا وطني، فيك يا فلسطين من فيك، و هم و ايمانهم بالله و نصره …. ما يكفيك و يحميك.

يا أرضُ كل ما في كنزٌ و نبعُ فيض ٍمن خيرٍ و بركات …. وينثرُ عطرك في كلِ الكونِ … ما سكنَ ثراكِ من الشهداءِ و الأبطال و قد عادوا اليك يلتحفون حنانك و رحابك، كيف لا و أنت أرضُ الأنبياء. فلسطين يا وطني .. يا أرضاً أرادَ اللهُ لها البقاء، و أن تكون فيصلاً للخيرِ و فناءاً للكفرِ و .أهلهِ. و طني و لك البقاء و لأهلك السلام و لزيتونك العطرُ و النور.

أضف تعليق