كل ما في هذا الكون خلق لحكمةٍ، و قُدِرَ له وقتُ و زمانٌ لوجوده و بقائه و فنائه، و قول الله سبحانه وتعالى في سورة القمر:( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، لتستدعي هذه الآيه منا التفكر قليلاَ، و التأني في اصدار الأحكام، و سوء الظن بالله ، و اليأس من رحمته و الشك في قدرته. و…
أنتم عيدي
وعطر الورق و احتضنه بالقبلِ و أطلقَ سراحَ القلم و تخيّرَ الكلماتِ و ألبسها أنيقَ المعاني و نمقَ الحروفَ و زنَ القوافي و هدَّأَّ من شوقِ بحورها و اضبطَ موسيقى الملهوفِ من سجعها و قل: حلّقي الى أفقٍ أزرقٍ صافِ لمْ يصّلهُ طيرٌ و لمْ يعكرهُ ريحٌ و لمْ يحجبهُ غيمُ زوريهم اليومَ و…
هدية
نفرح بالهدية ….. و لإن أتت في وقتها كما نتمنى نكون أكثر سعادةً بها ، و لكن مهما كانت جميلة و ثمينة يتقادم عليها الزمان ، و لا تعود محور اهتمام، و قد ننساها بين أشيائنا التي تمتليء بها الأدراج و الخزائن. و لئن استحضرنا قول النبي عليه أفضل الصلاة و السلام: (تهادوا تحابُّوا). لكنا…
دائرة
ٌتدور بنا و لا نحس بهذا الدوران لأننا ملتصقون بجاذبيتها، تماما كما تدور بنا الأيام مربوطين بمشاغلها و أحداثها. تدور بنا الأرض ونحن قيام كما و نحن نيامُ مع كل تعاقب لليلٍ و نهار. تمضي بنا سنون العمر، و تتعاقب فيها الفصول، و ينبت فينا الأمل كبراعم الربيع، و يتفتح في صدورنا من الزهر ما…
مواسم
للحبِ مواسمٌ … و للأفراحِ مواسمُ و للحزنِ مواسمٌ .. و للحربِ مواسمُ و للشعرِ و المدحِ مواسمُ و للشجارِ و الهجاءِ مواسمُ و يبقى الذين نسوا أسماءَ الأيامِ ولا يرجون سوى خبزٍ يطعموه يحسدونَ العصافيرَ خماصاً يغدون .. و بطاناً يمسون ويتمنون رداءً يسترهم عن العيون و غطاءً عندَ النومِ غيرَ العتمِ و الظلامِ…
(4)حين كنا صغاراً
استوقفتني أبيات شعرٍ لأبي العلاء المعري يقول فيها: و لما رأيت الجهل في الناس فاشيا …………تجاهلت حتى ظن الناس أني جاهل فوا عجبا كم يدعى الفضلَ ناقصٌ ……………….. وا أسَفـا كم يُظهرُ النقص فاضلُ حين كنا صغاراً و لا زلنا نتعلم الحروف علمونا أن حرف اللام هو شبيه العكاز الذي يتكئ عليه جدي أو جدتي…
ادراك
و يأتي المساء الذي يشبه الصباح و قد تشابهت ألوان الشفق و ألوان الغسق، و تتوه الفِكر في رأسك الثقيل في دوامة الألوان التي تشبه الأيام, و التي تتمنى آن تُنسيك ما حدث و ما كان. و تسأل النفس ما الخطب ؟ فيأتيك الجواب : الخطب جلل . و تلوم العين كيف لا تبصر و…
التباس
حين يمضي العمرُ بك فجأةً كدولابِ السيارةِ المنحدرِة من تلةِ عاليةٍ، و قد أفلتَ منك الزمامُ، و تنزلقُ بكَ سريعاً الى الأمامِ، و تحاولُ أن تستوعبَ ما يمكنُ أن تفعلَ .. و كيف ستنجو؟ و ما قد يحدثُ و ما قد حدثَ بالفعل؟ هو الأمرُ ذاته لمن يستطيعَ منكم أن يترجمَ الأحداثَ المتتاليةِ التي تدور…
فهم
ليسٌَ للشطآنِ خيارٌ من مجاورةِ البحرِ و ليسَ للبحرِ من قرارٍ فيما يراودُ موجهُ من مدٍ و من جزرِ و ليسَ للمزنِ من مقامٍ في السماءِ إن حانت ساعةُ المطرِ و لكنَ أقواسَ القزحِ التي لاحت في الأفقِ تكتبُ أفراحاً يفهمها الوردُ و الطيرُ وتشرحُ قلوبَ أولئك الذينَ تأملوا السماءَِ الذين لم يفقدوا الرجاء و…
أفلا يعقلون
إن كان معنى أن يعقل المرء منا الأمور …. هو ان يدركها بعقله، فذلك يوجب منا كمال الفهم ، ويتطلب تمام المعرفة، و اشراك القلب و الحواس لتكتمل الحقيقة، و يُقطع الشك و الريب. و لما كانت المعرفة لا تنال إلا بالعلم و التعلم ، و قد يظن الكثير أن العلم ينال بورقةٍ أو شهادةٍ موقعةٍ…