
في سكون الليلِ و صمت الصخبِ
تتحدث و تتلاقى القلوب
رغمَ البعادِ
و تسرُ بما عجزت
عن أن تنطقه ُفي ضوءِ النهار
و ضاع َمنها وسط َفوضى الكلامِ
و يعلمونَ أن الشمسَ
لا تختفي .. بل تغيب
و الحضورُ لا يشبهُ الغيابَ
و يعرفون أن البحرَ
و إن هدأَ َموجهُ
و لفَ سماؤهُ الضباب
يعرفُ البحارةُ
أن لا يأمنَوا سكونهُ
و أنهم و البحرَ لا زالوا أصحابَ
و يزرعُ الزُراعَ
و لا زالَ الترابُ عالقاً بأكفِّهم
ِ المرفوعةِ للسماء
لا يدرون أتمطرْ .. أم تجدب
و لكنهم علي اليقينِ
وقد أخذوا بالأسبابِ
أن الحصادَ مرهونٌ بما في الكتاب
و تنازعك ُ أنتَ ..النفس َبالأماني
و يقتلك الانتظارَ
و لست بعالمٍ ما في الغدِ من أمورٍ
و كيف الأيامُ على حسنها ..
و على سوئها تدورُ
و تظنُ أن غيرك
نال من الحظوظ ِما لا تنال
و لو علمتَ ما خلفَ الأبوابِ
و لو سألتَ من رحلوا تحتَ الترابِ
لقالوا لك ..
لا تنتظرُ الغدَ كثيرا
فهو آتٍ لا محالةَ
فإن لا زلت حياً
فأنتَ في خيرِ حالة
فالسعادة ُفي الأشياءِ الصغيرة
و مع الناس القريبة منكَ
السعادةُ في ما تملكُ يدك
و لستَ تدركها
فإن لم تراها
فهذا لا يعني ..
أنها ليست موجودة
جميل جدا