و قالَ لي ذات َ مرةٍ: أنتِ غريبةُ الأطوارِ … عجيبةُ الطباعِ .. لا تتعلمينَ من خيباتِ الأملِ المتتاليةِ … منْ فقدِ الأصحابِ .. لشدةِ ما لديكِ منْ طيبِ الظنونِ، و كثرةِ ما لديكِ منْ حَسَنِّ التوقعاتِ. و أذكرُ أنّي رددتُ على القائلِ في ذلكَ الوقتِ … قبلَ خمسةَ عشرَ عاماً: لديَ قلبٌ محبٌ … يتسعُ للجميعِ، و صبرٌ على خلانٍ لستُ لهم بكنوزِ الأرضِ أبيع. و أعلمُ أن طيبَ قلبي .. سيجعلُ صحبتي غاليةٌ … لمن هم على شاكلتي، و ستبعدُ عني من يؤمنُ … أن طيبتي غباءٌ … فتصبحُ مرافقتي لهم كاحتمالهم لحرِ الصيفِ الوليعِ، و صحبتي لهم وجعٌ … كبردِ الصقيعِ .. وفي هذا جُلُ الخيرِ الذي بعده … لا أضلُ .. و لا أضيع.
اليومُ التقينا و أَقسمَ أنهُ لم ينساني بالدعاءِ يوماً، و أني كنتُ حاضرةً في أوقاتِ كثيرةٍ .. و إنْ لم يراني منذُ سنين، و قالَ لي: الأصحابُ أحبةٌ و مساكنهمُ القلبُ،ِ و إن عنِ العينِ غابوا.
قلتُ لهٌ: انظرْ كيفَ ترسمُ الأيامُ لوحاتَها و كيف تمزجُ ألوانَها، فيعلقُ في القلبِ … ما لمْ تطمسهُ فرشاةُ النكرانِ، و لمْ تطغَ عليهِ غَلَبَةُ الغامقُ من المشاعرِ و الألوانِ. همْ قلةٌ صحبتي، و لكنهم كدررِ المحيطِ … قَلَّ من حازهم، و لستُ بآسفةٍ على من أُزيلت من ذاكرتي أسماؤهم، فقد بقيّ معي .. منْ تؤنسُ أيامي صحبتهم، و تشرقُ صباحاتي بذكرهم، و أستشعرُ في كلِ خيرٍ لي … بركةَ دعائهم.
و أستحضرُ قولَ الشاعرِ النابغةِ الذبياني: (وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ **** عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ)
☘ تأملوا هذه الآية ☘
#قال تعالى :
*{ وَ لَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم ْ}*
إن من كريم الخلق و كمال الطباع أن لا تنسى فضل من كانت بينك و بينه مودة ، حيث أن نسيان فضل صاحب الفضل من خسيس الطباع و الأخلاق .
*{ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم ْ}*
كيف تنسى مودة تلك الزوجة التي رضيت بك
و عاشت معك و صبرت على حُلو معيشتك
و مُرها !
*{ وَ لَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم ْ}*
كيف تنسى فضل صديقك الذي ربطتكم علاقة أُخوةٍ في الدين ، و يأتي اليوم الذي تنتقم منه لسوء فهم منك !
*{ وَ لَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }*
أخوك الذي ولدته أمك تخاصمت معه بسبب تافه ، و قد كنتم تتقاسمون اللقمة سوياً ، أين فضل الأخوة ؟!
*{ وَ لَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }*
جارك الذي تبادلت معه الأطباق و كنتم من قبل مثل الإخوة بل ربما أشد ، و الآن لا تُلقي السلام عليه لسوء ظن منك ، أين فضل الجار ؟!
*{ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم ْ}*
زميلك في العمل الذي كان يساعدك و يعلمك صرت تشتكي منه و تتأفف و قد كان من أقرب الناس لقلبك ، أين فضله ؟!
*{ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }*
قاعدة ربانية تحملك على الوفاء لكل شخص تربطك به علاقة .
🌱 اللهمَّ علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا 🌱
المدونة و الكاتبة و الشاعرة و الفنانة: السيدة راوية وادي المقادمة” بنت القدس”..لقد كنت طالبة في الثانوية العامة ونعم الطالبة ..أدب و خلق رفيع و تفوق علمي و ذكاء نوعي بل كنت الأولي دوما و رأس الحربة و لا تعرفين إلا المقعد الأول ..و الآن مشاء الله ما زلت تتقدمين و لا تعرفين الكلل و لا الملل …كم نحن فخورين بك و ب امثالك من الفلسطينيات الماجدات..تنشرين السعادة و البهجة و الأمل في شتي أرجاء عالمك و لمن حولي. .. ..ودمتم بعز دوما..المزيد
سلمت استاذي الفاضل و لا ننسى فضلك في تشجيعي انا و زميلاتي على الكتابة الشعرية باللغة الانجليزية.
وستجني ثمار الود وطيب القلب ولو بعد حين
اكيد فالمرء يحصد ما يزرع