العلم و المعرفة

Colorful beach

سألَ الشاطيءُ اليمَ ذاتَ يومٍ: أتعرفني؟ ردَ اليم ُ ساخراً: بلْ أحفظكَ عن ظهرِ قلب. قالَ الشاطئءُ مازحاً: قلْ لي  ثلاثَ أشياءٍ تعرفهاعني. ردَ اليمُ قائلاً: أعرفُ أنكَ قابعٌ هنا منذُ أمدٍ بعيد ، و قلبكُ معلقٌ بي لا يحيد، و أنكَ بليدٌ يدوسكَ الصغيرُ و الكبيرُ و يلطمكَ موجي .. فلا تشتكي ولا يُسمعُ لك أنين. رانَ الصمتُ المغمسِ بالدهشةِ على قلبهِ، و عجزَ عن الكلامِ، ولكن تلكَ الموجةِ المالحة التي تفلت رغوتها البيضاء علي رمله الأبيض أفاقته من الذهول، فأجابَ و لا زالَُ حلقهُ يغصُ بالملحِ الأجاجِ: عَلَِمتَ ما أردت أن تعلمَ و لكنك جاهلٌ فالعلمُ هو ادراكُ الأمورِ على حقيقتها.  فأنا قابعٌ هنا … لأن هذا مكاني و وطني و عنواني …. و أما قلبي فلم يختركَ طواعية ً… و لكن حينِ أخذتُ قراري … أشفقتُ عليك من الزوالِ إن لم تحتضنكَ رمالي … و أما أني بليد .. فقد صبرتُ على مدكَ و جذركَ السنين . و لأنك عجزتَ عن احتمالِ تجاذبِ الشمسِ و القمر، و ليس لك على مائكَ سلطانٌ و لا أمر …. فألقيتَ باللومِ على الساكنين بجواركِ آمنين.  نعمْ …. مشى على رملي ملايين،  و لكني لم أُغرقْ منهم أحدا، و جلسَ على رملي المذنبين و المسبحين ومن ناجوا الله تائبين، و من كتبوا التاريخَ بالقلمِ و بالسيفِ والبندقية. استلقى هنا على رملي الحالميين والمحبين و كتبوا قصائدَ الشعرِ للعاشقين. هنا كنتُ الأمانَ لم نَزع الخوفُ أفئدتهم ، و الوطنُ لمن أنهوا ترحالهم. أنا هنا… لم تعرفني  … و المعرفة أن تدركَ الشيءَ على ما هو عليه. و أردفَ الشاطيءُ قائلاً: و لكني أعترف أني أعلم أنك بجواري كلَ هذا الزمن، و لم أعرفْ أنك لم تكنْ تراني. ها أنا قد صَدَقتُ العلمَ الذي لم تَْصْدقُهُ ……  ولكنَ كلانا خانته المعرفة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s