الغائب… الحاضر

الحضور

غرفٌ عاليةُ الجدرانِ ، منقوشةُ السقوفِ و نوافدُ مطلةٌ على رياضٍ و بساتينَ، و يجلسون متقابلين و الكتفُ بالكتفِ أو بأيادٍ متشابكةٍ، و الظاهُر أنهم حضورٌ  و لكنَ في العقلِ سواقي تدور : يا ترى ما بالغدِ من أمور؟ و  القمرُ في السماءِ على ميعادهِ لا يخلفهُ، و تشتكي  للنجوم ِ من الغيمِ يحجبهُ، و حينَ تصفو الليالي تنامُ على وسادتك َو تنسى القمرَ الساهر وحيداً ينادي

و في صحافٍ ممتلئةٍ بطيرٍ و أرزٍ و لوزٍ و صنوبرِ و تسألُ عن اللحمِ ما أطيبهُ .. و كمْ من أسابيعٍ غابَ لم تذقهُ، وُ تلبس الصوفَ يحتضنكَ دافئاً من بردٍ، و  يشردُ بكَ الفكرُ كيفَ الحريرُ ناعماً ملمسهُ. و يمتليءُ البيتُ حولكَ بصياحهم و لعبهم  و أياديهم التي تنازعك َالأرائكَ تتركها لتشاركهمُ اللهوَ، و يغمُ على قلبكِ أيُ مدرسةٍ أو جامعةٍ ترسلهمُ .. و كمْ من المالِ ستنفقه عليهم

أتدري ما الفرقُ بينَ الحضورِ و الغيابِ .. كما الفرقُ بين السجنِ و الحريةِ …  من قالَ أنَ السجنَ ليسَ له نافذةٌ أو باب؟ الفرقُ في مفتاحٍ تملكهُ لكل باب ٍتشرعهُ متى شئتَ أو تختار طواعيةً و عن قصدٍ  إقفالهِ و الغياب.  الفرقُ قلبٌ شاكرٌ حاضرٌ مفتّحُ العيونِ يرى النعمَ قبلَ الزوال. و وتدٍ  تدقهُ راسخاً حيث شئت أن تنيخَ عقلك و فِكَّرهِ و تأمرهُ بالحضورِ قبلَ أن تُؤمرَ بالغياب

3 Comments اضافة لك

  1. ابوكرم كتب:

    اللهم احفظ أحبتنا و أنفسنا و كاتبة المدونة من كل غياب أو تغيب و حمنا جميعا من غربة الغياب يا رب و اجعلنا و من نحب في حضور دائم🌵🌾🌿

    1. rawmak كتب:

      اللهم آمين

  2. ma3zofa كتب:

    رائعة دمتي ودام قلمك الراقي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s