في حوضٍ صغيرٍ بجانبِ مدخلِ البيتِ زرعتُ شتلةَ الوردِ الصغيرةِ و عينايَ تراقبان البرعمَ الصغيرَ و الوحيدَ عليها. كنتُ أمرُ كلَ صباحٍ أَسقيها بالماءِ و أَرقّيها بالدعاءِ.و في صباحٍ مشمسٍ رطبِ النسماتِ, تراخت السبلاتُ و ظهرنَ بتلاتُ الوردةِ الحمراء, و ملأنَ نفسي بالفرحَ, و كنت لا أَتمالكَ نفسي كلَ صباحٍ من التمعنِ في كَمِ العناقِ و الحبِ الذي إحتوي بتلاتِ هذه الوردةْ . رويداً رويدا إسترختْ بتلاتُها تحتَ إغراءِ نورِ الشمسِ و أفسحتْ مكاناً لصغارِ البتلاتِ لتتنسمَ النهارَ , و بدلالٍ فائقٍ و زهوٍ شاهقٍ أسرتْ الوردةُ قلبي و إستثارتْ قلمي و حَركتْ فرشاتي و تحدّتْ ألواني. كتبتُها و رسمتُها و قدْ شغلتْ الوردةُ بالي. لمْ أرَ جمعاً متناسقاً بهذا الجمالِ و شملاً متصلاً كما بتلاتِ هذه الوردة و أظنها الأجملَ و الأكملَ من بينِ وردِ البستان. و ذاتَ صباح ًتفتحتْ وردتي و تباعدتْ كلُ بتلاتهاِ كما لو أنها تفتحُ قلبها لستُ أدري أتدعو السماءَ أم تفتحُ أحضانها تستقبلُ حبيباً أم فتحتَ ذراعيها تودعُ عزيزاً. لفتَ نظري و أوجسَ قلبي خيفةً حين رأيتُ مآبرَها الصفرْ, تعالت كأنها اشارتُ المرورِ الصفراء تنذرُ بالخطرِ و ضرورةِ توخي الحذرِ. و لكنَ الريحَ الخفيفَ نثرَ عطرُ وردتي فَأنّساني وساوسَ الشيطانِ. و سبَّحتُ المولى على إبداع ٍيعجزُ عن صُنعهِ أيِّ أنسانِ.عُدتُ للحديقةِ و بيدي فنجانُ قهوتي و أَخذتُ مجلسي إلي جواِر وردتي, إهتزَ الفنجانُ في يدي و إنسكبتُ القهوةُ , فشهقتُ من َالقلبِ ليس ألماً من سخونةِ القهوة ِالمسكوبة و لكن من بتلاتِ الوردةِ المتناثرةِ علي الأرضِ و المتطايرةِ مع الريح. أَكُلُ هذا الجمالُ و يزولْ ؟… و كُلُ هذا الحسنُ يذوي … و غصةُ في القلبِ تأتي …, أفقتُ و لساني يردُد كلماتٍ نطقَها قلبي : بعدَ كُلِ كمالٍ نقصانُ ..! نعمْ بعدَ كُلِ كمالٍ نقصان