بكى الصغير , أن بالونه الملون ,أفلت من بين أصابعه و طار. أحتضنه جده بحنان و قال: لا تبك يا صغيري .. ,و لكن الطفل استمر يالبكاء, و قال بصوت ملؤه الحزن: لقد طار يا جدي و لن يعود. مسح العجوز برفق و تأن الدموع المتساقطة من عينيّ حفيده , فالتقط الصغير أنفاسه بتريث.. ضمه الجد الى صدره و أجلسه على ركبتيه , و سأل الصغير: ماذا في بطن ذلك البالون؟ لمعت عينيّ الصغير و قال: البالون لا يأكل يا جدي . استدرك الجد و أعتدل جالسا و قد اكتسى وجهه بعلامات الجد و قال: آه لقد نسيت. انفرجت أسارير الصغير , و استدرك الصغير قائلا: البالون منفوخ و فيه هواء . ضحك العجوز و قال : هواء … اذا فقد عاد البالون لوطنه… لقد ذهب الى الهواء. صمت الصغير برهة , ثم اكتسى وجهه بالحسرة و قال: و لكني اريد أن ألعب. وعده الجد بشراء بالون جديد فاستبشر الصغير.
أمسك الجد بكف الحفيد و فتحها كأنما أراد أن يضع بها شيئا.. سأل حفيده: لماذا خلق الله للانسان قدمين؟ أجاب الصغير ببراءة و سرعة: ليسير. تابع الجد: و لم خلق الله للطير جناحين؟ :قال الصغير بحماس: ليطير . شد الجد على يد الصغير كأنما يهنؤه و قال: أحسنت و أستطرد و قال: يا صغيري لقد خلق الله الخلق و منحهم القوة و الهداية بعقل و قلب ليمضوا حيث يريدون, و الجد ينقل يديه بين رأس الصغير و صدره.. و لكن عينا الصغير شردتا الى السماء و قد شق عليه فهم ما قاله جده , و سأل:أين ذهب بالوني يا جدي؟ … فليس له عقل . ضحك الجد و ضم أصابعه الخمس و نقر في كف الصغير المفتوحة و قال:هو ذاك يا عزيزي .. من لا عقل له يقذفه الريح حيث شاء حتى يتلاشى ما في جوفه من الهواء …. فيهوي الى الأرض ممزقا بضع أشلاء.
ملء السنابل تنحني بتواضع … و الفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ
أجمل بهذا القول الحكيم!
سلم القول و كاتبة !
بيت شعر جميل جدا. شكرا على التعليق و الزيارة.