
إن كان معنى أن يعقل المرء منا الأمور …. هو ان يدركها بعقله، فذلك يوجب منا كمال الفهم ، ويتطلب تمام المعرفة، و اشراك القلب و الحواس لتكتمل الحقيقة، و يُقطع الشك و الريب. و لما كانت المعرفة لا تنال إلا بالعلم و التعلم ، و قد يظن الكثير أن العلم ينال بورقةٍ أو شهادةٍ موقعةٍ من مدرسةٍ آو جامعة، فانّي لأظنه مخطئاً. فكم من العلوم تعلمنا، و كم من دروس حفظنا و درسنا في المدارس و لكن بالمحصلة كم منا أتته الفرصة لينتفع بما تعلم و حفظ! المعرفة هي العلم الدي يضيف المنفعة و يوسع الآفاق ويتيح المجال للفرد آن يجدد و يغير حياته و حياة الأخرين من حوله للأفضل.
العلم لا يُمنح بل يُطلب بالغالي و النفيس و الساعون للعلم ظمئ ا لا يرتوون، لأن المعرفة كالماء ………. أينما وجد الماء وجدت الحياة ، و إن كان جل الماء على كوكب الأرض مالحاً، فذلك لم يَحُلّ دون وجود الحياة لكائنات غيرنا تعيش في المحيطات و البحار، كذلك المعرفة بعضها ليس فقط مالح بل … مر. فلا عجب أن فاض كل أناء بما فيه ، و كتب كل كاتب و عاقل مما في قلبه و ترجمه قلمه و لسانه أظهر ما فيه.
في يوم كيومنا هذا نعقل بما لا شك فيه …… ما نحس به و ندركه من التناقضات والمحن و الألم، و السخرية و الهزل، و قد عجبت لحالنا و قد هُنّا و استهانت بنا الشعوب و الأمم ، ليحضرني قول المتنبي: و ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِيْ النَّعيم بِعَقْلِهِ وأَخُو الجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَنْعَمُ. فحين يصبح العلم و المعرفة و اليقين شقاء لأنهم لا يمنحوا المرء القوة أو حتى القدرة على اتخاذ قرار صائب، تنقلب المعرفة الى سجن من العجز و الإنكسار و هزائم تقض مضجع العاقل بالليل و النهار.
لطالما أحببت الكتابة بالقلم الرصاص،لأني أحب تصحيح أخطائي قبل أن يراها أحد . كنت أحس أنه سلاحي في سلمي مع نفسي ، و في صولاتي و جولاتي مع أفكاري و وساوسي. منذ زمنٍ قريبٍ لا يتجاوز التسعة شهور ….. فقدت الممحاة الوحيدة لديّ، و أدركت أن القلم الرصاص لم يعد يقاتل عدواً برصاصه، و لا يغازل حبيباً مشغولاً بأشغاله، أيقنت أن القلم الحبر يتطلب شجاعةً أكبر، و حذراً آكثر. و قررت بعد طول هجران أن أمُنَّ على الورق بالوصل، و لكن القلم تشنج بين أصابعي، حين استحضرت قول العرب بأن الأدب هو مرآة العصر بأفراح الشعوب و بنوائبهم، فحق على من يكتب آن يصدق توصيف الحال و ما آل إليه المآل. فجأة أحسست بالحروف لم تعد تصلب طولها على السطور، و قد اعتدتها شامخة لا تلين سنين بعد سنين، ليس من نفاذ مدادِ ….. و الحبر ملؤه، و لكن العجز كله حين الغيم ملء السماء و الريح عاصفٌ، ولكنك تعلم آنه لا مطر بعده .و تعترف أن الغيم ظلمٌ و ظلمات تشق على العاقل و تشقيه، و لكنها على الصابر ابتلاء يعلم أن الله وحده يجزيه و يكفيه. و يتمرد القلم في يدي، و يلبس دور الفرشاة، و يتراقص علي السطور يمينا و شمالا، كأنما يرسم سماء زرقاء، عَلَّ المطر يأتي أو يترآى في الأفق بعض نور آو ضياء
بسم الله الرحمن الرحيم
”ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها”
آية تبعث في النفوس كل معاني الأمل، وتفتح في القلوب كل أبواب التفاؤل، فلا تيأس أيها المهموم، ولا تجزع يا من ضاقت به سبل الحياة،