الأقنعة

on

لا يكفي أن أرى عينيكَ … و أقرأُ من خلالهما رسائلكَ المتناقضةِ، اخلعْ قناعكَ لأترجمكَ كما ينبغي. اخلعْ قناعك لأرى ملامحَ وجهكِ حينَ تضحكُ فأرى شفتيكَ تفرجان عن الفرحِ المكبوتِ بين الضلوع، و أحسُ بتقلصاتِ وجنتيك و حاجبيك حينَ تغضبُ، و يولي عنك الرضا … و أطلق العنانَ .للدموع. أخلعْ قناعكَ قبلَ أن تخضعني لامتحاناتِ المحبةِ و الولاء، فلست أعلمُ الغيبَ، و لا أنجمُ الكواكبَ، و لا أؤمن بالعرَّافين

اخلع قناعكَ …. و امش على الأرضِ الهوينا، لا تخشَ الذين لبسوا ثوبَ القاضي، كلهم بشرٌ خطاءٌ .. القاصي منهم و الداني، فلمْ يخلقْ على الأرضِ ملائكةٌ تمشي . اخلع قناعكَ ، فمن أحبكَ رآك  ورغبَ في ودك و رضاك …. و قرأَ عناوينك، و تغاضى عن التفاصيلِ التي تجهدُ نفسكَ تخفيها، و تنفي نفسكَ في سرابِ الترهاتِ، و سراديبِ المظاهرِ الخادعة، و يضيعُ عمركَ …  لست تدري ما أصبحتَ عليه من الأكاذيبِ و .الادعاءت

اخلع قناعكَ …. و لا تتقمصْ دورَ المهرجِ الذي يدعي الذكاءَ أو الغباءَ قاصدأ، ليدهشَ المتفرجينَ، و يرغمهم على الضحكِ أو البكاءِ، ثم تختبيء خلف ستائرِ المسرحِ المسدلةِ بعد انتهاء العرضِ، تبكي الوحدة و خيبة الرجاء، و تحصي من غابَ عن مشهدكَ التمثيلي و منْ جاء، و من .مدحكَ…. و من أتى على ذكركَ بالنقدِ و الهجاء

هي الدنيا …. المسرحُ الكبيرُ، و الأدوارُ فيه  محضُ قرارٍ واختيار. اخترْ من ستكون ……… إن أنكرتَ طواعيةً … من تكونْ … و لا تغضب حينَ لا تنال التصفيقَ، و لا تحصد مكانكَ بين النجوم. و لا تلوم من لم يفهمكَ  لأن قناعكَ  غامضٌ و غير مفهوم. قلةً هم …… من قدْ يهتم ُبما تتجملُ و بما تدعي… أو  تقول. كنْ كما أنت … فالقمرُ لا ينازعُ الشمسَ …. و لا يغارُ من النجوم …. فكلٌ خلقَ لما هو كائنٌ…. و جميلٌ … كيف يكون.

One Comment اضافة لك

  1. أفاتار ابو كرم ابو شاويش ابو كرم ابو شاويش كتب:

    فما كُل منْ تهواهُ يهْوَاكَ قلبهُ
    ولاَ كلُ من صافيتَه لكَ قَدْ صفا
    إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً
    فلا خيرَ فِي ودٍ يجيءُ تكلفا
    ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
    ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
    وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
    وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
    سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
    صديق صدوق صادق الوعد منصفا

أضف تعليق