المزاد

field

تبكي الحرةُ من أسى

على زمنِ الرجالِ

الذي ولى

و على زمنِ السيفِ

الذي ودعَ الأكفَ الكريمةَ

و أصبح زينةَ الجدرانِ

وتبكي من حرقةِ القلبِ

على زمنٍ كلُ ما بهِ

مرهونٌ بقرطاسٍ و قلمٍ

و تئن من قهرٍ

أن ربَ البيت محجورٌٌِ عليه

و فاقدٌ ذاكرته

و ماشٍ مكباً على وجههِ

فرسموا له خارطةً

لئلا يضلَ الطريقَ

و كتبوا له وصيتهُ

و أعلنوا على الملأ المزاد

لما بقي من كرامته

للبيعِ .. سهولٌ خضراءُ

و مروجٌ معطرةٌ بالحنونِ

و ربى سكنها التينُ و الزيتونُ

و جبالُ أرزٍ و صنوبرِ

و حقولُ نخلٍ و رمانِ

و كرومُ عنبٍ

و حدائقُ فلٍ و ياسمينِ

و أنهارٌ فردتْ شعابهَا

بينَ الصخرِ و الطينِ

فأنبتت منْ كلِ زوجٍ بهيجِ

و شمسٌ تسطعُ ذهباً

تلبسُ الأرضَ تيجاناً من النورِ

و أنجمٌ حنونةٌ تهدي الضالين

و أبحرٌ فيها الراسياتِ تتهادى

محملاتٍ بكلِ عطرٍ و طيبِ

و ترابٌ باطنهُ زيتٌ و تبرُ

و ماءٌ سلسبيلٌ و قِطْرُ

للبيعِ فمنْ يشتري

أوطاناً …

للبيعِ فمنْ يشتري

أهلاً و إخوانا ….

للبيعِ في سوقِ الرقيقِ

مقابلَ خيمةٍ أو كيسِ دقيقِ

فمنْ يزيد ……

أضف تعليق