نظرَ من نافذةِ الطائرةِ الصغيرةِ إلى السحابِ الأبيضِ الناعمِ المنفوشِ على رأسِ الأفقِ كحلوى شعرِ البناتِ، ذلكَ الذي يُشعركَ بالرغبةِ في الاستلقاءِ، أو في احتساءِ شرابٍ ساخنٍ بصحبةِ حبيبٍ أو صديق. و للحظةٍ تخيلَ نفسه يفترشُ تلكَ الغيمةِ البيضاءَ الممتدةِ كسريرٍ فُرِشَ بالوسائدِ الناعمةِ، كأنما غُزِلت بصنارةِ أُمِهِ … و أنها قدْ أرسلتها على ظهِر…
كلام
و لئن اقتربت َ منهم أكثرَ …. لإحترقتَ… كما يحترقُ الفراشُ لمجاورتهِ الضوء، و لئن ابتعدتَ عنهم …. جفت منكَ الحواسُ … كما يجفُ الشجرُ حين يخاصمُ المطرُ الشتاءَ، و إن وقفت في منتصفِ الطريقِ مبتسماً تحيَّهم بالسلامِ من بعيدٍ… لتكفِ نفسكَ لهيبَ الوصلِ و حرقةَ القطعِ…… لقالوا لا ندري ما خطبهُ و لا لونٌ…
عيدكم مبارك
للقلوبِ التي ترقبُ شمسَ عرفة، و هي تستأذنُ بالغيابِ، و أكفهم مرفوعةٌ للسماءِ، و تلحفُ ألسنتهمُ بالدعاءِ: اللهم أغفر لنا و ارحمنا و ارضَ عنا و اجعلنا إليك أقرب … و غير رضاك لا نطلب و لا نرغب، و عيوننا معهم تسألُ اللهَ أن يكتبَ لنا موقفاً كموقفهم و نقول لهم و معهم:اللهم آمين. للجميلات…
ركض
و تنساه في زحمة الأشغال، و الركض وراء ما تتمنى النفس من الممكن و من صعب المنال، و يأتى حين من الدهر كل ما تتمنى .. صمت العقل … و هدوء البال . اليوم كل ترغبه هو صحبة السكون و مناجاة الحي القيوم.. اليوم و حين أنت في النعم مغمس فيها لست تدري كيف تشكر،…
لا تنسى
إن سألت .. فاسأل الكريم منْ لا ذلَ في سؤالهِ بل سؤالهُ كرامةٌ و عزُ و ابكِ دمعكَ …. في سجودكِ لجلاله فبكاؤكَ طهارةُ الروحِ و نقاءُ القلبِ و يجودُ عليك بالخيرِ و هو مالكهُ و حينَ الغبطةِ و الفرحِ بما سألتَ فنلتْ فّتَّعلمْ من جودهِ كيفَ تعطي و كيفَ تغفر و كيفَ تحب…
يا قدس
يا قدسُ يا سيدةُ المدائنِ يا ولَّادةَ الحرائر و كلُ المدنِ دونك إماء فيك أُسودٌ لم تُحفْ شواربهمُ و لم تُقلعْ أنيابهم و لم تُشذبْ مخالبهم يا قدسُ يا عرينُ و آخرُ عرينٍ باقٍ لا يشترى و لا يباعْ يا قدسُ و فيكِ منْ يكفيكِ فيكِ منْ غزلَ السجادَ للمصلين و خبزَ الكعكَ للصائمين و…
تمهل قليلا
على رسلكَ و أنت تستعجلُ يومكَ الرحيلا و ترجو شمسَ النهارِ أن تغيبا و تتمنى أن تطوي صفحة َاليومِ سريعا تمهل قليلاً .. فهو عمرك ما يمضى و عملك الذي ينقضي و يرحلُ الى غير عودٍ يومك الذي بدا يحبو كطفلٍ صغير و إذا بشمسِ النهارِ الآفلةِ تحيَّلهُ شيخاً كليلاً عش من الزمانِ الثواني و…
فسيفساء الوجود
و أصرُ على الإحتفاظِ بها.. رغمَ أنها لم تعدْ تشبهُ الأصلَ في شكلها أو ملامحها أو حتى في المضمون. و أصرُ على لملمةِ بقاياها المبعثرةِ، و ألصقها بعدَ كلِ كسرٍ، وأقولُ في نفسي هذه آخرُ مرةٍ سأحاولُ اعادتها الى نفسها و إلصاقها و جَبّرَ كسرها .. و لكني أعيدُ الكرةَ مرةً …. بعدَ ألفِ مرة….
أفلا يتفكرون
كتبوا و يكتبوا ، و عن بصيصٍ من خبايا الكونِ و خبيئاتِ النفوس .. سوف يكتبون. و يظنُ أُولي الأحلامِ أنهم بالعقلِ و التفكرِ حيزوا من الدنيا ما يشتهون. و إذ بكلِ نهارٍ … يجدُ الجديد، و لا يدومُ حالُ الشقيِ و لا حالِ السعيد ، و يظهرُ من القوى الأقوى .. و ما يفتتُ…
وحدك حبيبي
و تتغيرُ مع الأيام ِ ….كلُ الأحياءِ …. و كثيرٌ من الأشياءِ… وتأتي الأيامُ على عاداتها بغيرِ ما أهوى و أشاء…… و يبقى في سربي من الطيرِ ما احتملَ… الرحيلَ و السفرَ، و تقبلَ ما تبدلَ من طقسِ أيامي، و صبرَ على الجدب منهاِ وعلى المطرِ. و يرحلُ من يرجو من بساتيني زهرٌ و ثمرُ…