الطبع غلاب

وقفَ على قمةِ الجبلِ شامخَ الرأسِ يملؤهُ الزهوَ والغرورَ و قدْ نالَ من يومهِ ما أراد  و إمتلأ َالبطنُ بما إشتهى من الزادِ و أكلَ فرخهُ الصغيرُ و أغمضَ زوجهُ العينَ قريرا و لملمَ النهارُ أنوارَه و أوشكَ الليلُ أن ’يغيرْ و في لحظةِ تأملٍ …قلَ ما تصيرْ أدركَ من جمالِ الكونِ ما رققَ  …..

أتذكر

خطوت نحوهُ خطوةً ….و قلتُ لهُ :أحبكَ، فقالَ: أدري هي العِشّرةَ. قلتُ لهُ: لا أحتملُ غيابكَ …….فأيامي بدونكَ خاويةٌ، فغمزُ بعينيهِ: تماماٍ كجيوبي الخالية. قلتُ لهُ: أشتاقُ لكَ و أنتَ قريبٌ ……فقالَ: أنا مشغولٌ….و يفهمُ الكلامَ اللبيبُ. قلتُ له: كنتَ تحبُ السهرَ و الموسيقى،فقالَ: كلُ شيءٍ يتغيرُ مع الأيامِ …. و تلكَ هي الحقيقة. و قلتُ…

عُمْر القلوب

القلوبُ ليست خزائناً تفتحها وقتَ تشاءُ، وتغلقها متى انتهيت، و تعيدُ ترتيبها متى رغبت، أو أنك تستطيعَ التخلصَ من القديمَ مما تحويها من ثيابٍ أو كتبٍ أو ورق أو أحذية، أو أيَّ شيءٍ حرصتَ أن  تحافظَ عليه فلا تتركه مكشفاً ….  أو أردت أن تخفيه فلا يصبحُ مرئياً. ليتها كانت خزائناً لكنا نعرف متى امتلأت…

وصية أمي

أرجوكَ لا تفلت يدك َمن يدي لا تدعني وحدي .. و ان اشتدَ الزحامُ أرجوك لا تقاطعني .. و إن احتدمَ بيننا الخصامُ أرجوك لا تفلت يدكَ من يدي ما دمنا معا أنا و أنت .. فالوطنُ في أمانٍ لا تدعني أقفُ عاري الصدرِ أواجه موجَ البحرِ وحدي و تسمعُ صراخي و تراقبُ غرقَ السفينةِ…

دجاجات رباب

وسط الضحكِ و بين الحواراتِ التي لا تنتهي علقت احدى الجاراتِ قائلةً: و الله يا رباب ما ناقصك غير جاجة واحدة و ينطبق عليك قول الشاعر بشار ابن برد: رباب ربة البيت      تصب الخل في الزيت    لها سبع دجاجات        و ديك حسن الصوت. ضحكن جميعا، و أكملن الصبحية، و غادرت كلُ منهن لتلحقَ اعداد وجبة…

الرايات البيضاء

في قلبي بستانٌ صغير لا حدودَ له …زرعته منذُ سنين، و لا زلتُ أزرعه …. تزوره الفصولُ على وقتها … لا تخطيء المواعيد َ، فيورق منه الأخضرُ، و يزهر فيه الوردُ، و ينمو فيه الشجرُ. و يأتي حينٌ يذبلُ كل ما فيهِ إلا القليل و يجف …. و قد ضنَّت السماءُ بوصلِ المطر، و نصبت…

مرآة الأيام

عدتُ إليها كأني عنها يوماً لم أغيب. عدتُ لأحبَ فيها كل ما كنتُ أحسبهُ غريبٌ و عجيب. و ياه للأيامِ …ما تفعلُ بالقلوبِ .. بتُ أستحسنُ فيها ما كنتُ أراه أكبرَ العيوبِ. عدتُ لأدركَ أنِّي قرأتُ الرسائلَ المغلوطةَ و أصدرتُ الأحكامَ القاطعةَ …و القراراتِ الجارحةَ. لقد عَلّقتُ لوحةَ الذكرياتِ في مخيلتي بالمقلوب. و بعدتُ عنهم…

فوارق صغيرة

في سكون الليلِ و صمت الصخبِ تتحدث و تتلاقى القلوب رغمَ البعادِ و تسرُ بما عجزت عن أن تنطقه ُفي ضوءِ النهار و ضاع َمنها وسط َفوضى الكلامِ و يعلمونَ أن الشمسَ لا تختفي .. بل تغيب و الحضورُ لا يشبهُ الغيابَ و يعرفون أن البحرَ و إن هدأَ َموجهُ و لفَ سماؤهُ الضباب يعرفُ…

حين كنا صغاراً(2)

هل سبق و قرأت قصة الأرنب و الجزرة؟ هي قصة كانت مقررة في منهج الصف الثاني الإبتدائي في مدرستي التابعة لوكالة الغوث في غزة في فلسطين. في حصة اللغة العربية، و كانت الحصة الأولى في ذلك النهار، و لازلت أذكرها واضحة كأنها الأمس القريب، دخلت مدرستي الشابة الأبلة ربيحة الفصل، و بيدها مجموعةً من ألواحِ…

حين كنا صغاراً(1)

شجرة ُالكينيا العتيقة ُالتي كانت تسكنُ فناءَ مدرستي الابتدائية كانت ملهمتي، فقد أحببتُ تلكَ النغمات التي يُحدثها ورقها الراقصِ على أثيرِ النسيم،  و التي كانت ترسمُ الألحانَ للعصافيرِ التي ما انفكت ترددُ سيمفونيتها برغمِ الضجيجِ الذي كانت تصدرهُ التلميذاتُ في ساحةِ المدرسةِ الرملية . كانت شجرتي هي الأكبرُ من بين كل شجيراتِ الساحةِ … كأنها…