
قبل أن يلملم النهار ثيابه و يحزم حقائبه راحلاً بدون وعدٍ بأن يأتي غدأ، يسألك هل من حبيبٍ اشتاق القلب لرؤياه و الأذن لسماع صوته … لأخٍ تحب لقاءه و لا تراه … فاغنم من اليوم ما بقي به من حين و قل لهم: أحبكم كل وقتٍ وحين.. و في القلب لكم معزة و لذكراكم حنين.
و كل من عليها مسافر، وإن لم تكن لبيتك مغادر فالأيام مراكب كلنا لها راكب. و تختلف وجهتنا و قد نتقابل و ربما لا يعرف منا الآخر يوماً، و لكن حتما لبعضكم لقاء … طال زمانه أم قصر، فيكتب زمن الوقت من حلوه الدقائق و الساعات التي تجري نرجوها المكوث أكثر، ولكن التمني … رحلة المسافر الذي يشتاق للوصول الى محطة السعادة و الأمان. و العمر ليس بالساعات يقاس و لابطول الزمان و لا بقصره، العمر بالأحبة حولك يزينون حولك الأماكن وبالطيب الذي زرعته و أنت تتنقل بين الناس و في المجالس من طيب الخصال و حلو الكلام.
نرى الأيام أرقاماً و هي عمر كتب لنا فيه ما نراه .. لا ما نتمناه. لكن بالقلب عيون تبصر النور كل حين … و تري في الغيم مطراً يسقي القلوب فيورق فيها الإيمان بالخير، و تنتظر بعد المطر ربيع يورق، و بعضهم يظن أنه ماء ٌينتهي في باطن الأرض و في ظلمة الثري….. فلا القلب يبصر و لا العين ترى.
يا عيون قلبي أراكم و كيف لا أراكم و أنت في صروح القلب سكنه و سكانه و سكينته و قمره و شمسه فلا يهم ما أسماء الأيام و لا عددها …. فالعمر زمنه نكتبه أنا و أنتم بالوصل و القرب بلا مواعيد، و أنتم من جعلتم كل نهار في حياتي عيد.
كلام جميل كجمال من عرفوا معني الحياة..احترامي