الطبع غلاب كتبت بواسطة rawmak on مارس 15, 2022 وقفَ على قمةِ الجبلِ شامخَ الرأسِ يملؤهُ الزهوَ والغرورَ و قدْ نالَ من يومهِ ما أراد و إمتلأ َالبطنُ بما إشتهى من الزادِ و أكلَ فرخهُ الصغيرُ و أغمضَ زوجهُ العينَ قريرا و لملمَ النهارُ أنوارَه و أوشكَ الليلُ أن ’يغيرْ و في لحظةِ تأملٍ …قلَ ما تصيرْ أدركَ من جمالِ الكونِ ما رققَ .. و شرحَ قلبَه أسير الأعالي و تناغمتْ الألوانُ في صفحةِ الأفقِ …و قدْ حلَ الشفقُ و غنتْ الطيرُ … أغاني المساِء و أهازيجَ اللقاءِ تمايلتْ الأشجارُ … ثملى بعبيرِ الأزهارِ و إنسابَ النهرُ في هدوءٍ و إستلقى على الضفافِ .. في خشوعٍ تأملَ النسر ُستائرَ الليلِ تحجبُ الكائناتِ تتسترُ على المحبين و المحباتِ و إذْ بهِ يلمحُ أرنباً حيراناَ يمضي ذهاباً و إياباً و بجانبهِ صغيرهِ المصاب يتأوهُ من الألمِ و العذاب و الأرنبُ يدورُ في حلقاتٍ.. و حلقات.. ! و فجأةَ يركضُ الى ضفةِ النهرِ يقطفُ عشبةً… يمضغها … ثم يتفلها على قدمِ الصغيرِ انتصبَ الأرنبُ واقفاً .. و أذنيه كالأعلامِ يحرسُ الصغيرَ … الذي غط َفي سباتٍ أحسَ بشعورٍ غريبٍ إشفاق ….. !!! كم هو عجيبٌ ذلك الشعور الذي كان أسرع في الطيرانِ من جناجيهِ حين إنقضَ كسيلٍ من علٍ … على الأرنبِ دون أن يحسَ و لم يفقْ … إلا على صراخَ الأرنبِ الهارب المذعور فزعتْ الكائناتُ … و إنكسرَ الصمتُ و ملءَ الأنحاءَ ضجيج ٌعجيبٌ إرتفعَ سريعاً … خجلاً .. نادماً اّه ….. إنَ الطبعَ غلابٌ ! و أتى صباحٌ جديدٌ و حدقَ بعينيهِ الى الأسفلِ و أدركَ فريسته وعادَ بطعامِ الإفطارِ و إذْ بالصغير ِمصابٌ و زوجهُ تبكي حرقةً … غافلها الصغيرُ و حاولَ الطيرانَ … فكسرَ قدمَهُ تذكرَ النسرُ الأرنبَ و صغيرَه المصابَ و عادَ بالنبتةِ .. يقطعها بمنقارهِ الضخمِ و يلوكها في فمهِ .. و زوجهُ ترقبهُ في ذهولٍ وتفلَ النسرُ المضيغَ على قدمِ الصغيرِ الذي غطَ في نومٍ بعدها بقليلٍ و أقسمَ النسرُ في نفسهِ : لإن شفى اللهُ صغيري لنْ أصيدنَ أرنباً ما حييت و لأشكرنَ اللهَ ساعة ً مع شروقِ الشمسِ و ساعةً مع المغيبِ و بعدَ حينٍ أفاقَ الصغيرُ و وقفَ على قدميهِ و فرحتْ زوجهُ … و طابَ يومهُ و أمضى ساعةَ الغروبِ في شكرٍ و تأملٍ و اعجابِ و ما إنْ أشرقتْ الشمسُ أفاقَ النسرُ على صياحِ الصغيرِ الجائع فحلقَ في السماءِ .. يستكشف فلمحَ بجانبِ النهرِ أرنباً يشربُ فإنقضْ عليهِ … و حملهُ إلى عشهِ و تناولوا طعامَ الإفطارِ و سألته زوجهُ: ممنْ تعلمتَ كيفَ تداوي الجراحَ؟ فنظرَ الى فروِ الأرنبِ و عظمهِ مذهولاً …. و قالَ: منْ أرنبٍ ! أحسَ بالألمِ و الندمِ كيف أخلفَ بالوعدِ … و حنثَ بالقسمِ و لكنه أدركَ .. أنَ الطبعَ غلابٌ و أنَ سوء َالطبعِ .. أشدُ عقاب Share this:تويترفيس بوكمعجب بهذه:إعجاب تحميل...
فعلا الطبع غلب التطبيع
دمتي بعز
فعلا …قصة جميلة