
أرجوكَ لا تفلت يدك َمن يدي
لا تدعني وحدي .. و ان اشتدَ الزحامُ
أرجوك لا تقاطعني ..
و إن احتدمَ بيننا الخصامُ
أرجوك لا تفلت يدكَ من يدي
ما دمنا معا أنا و أنت ..
فالوطنُ في أمانٍ
لا تدعني أقفُ عاري الصدرِ
أواجه موجَ البحرِ وحدي
و تسمعُ صراخي و تراقبُ
غرقَ السفينةِ و الركابِ و الربان
أرجوك لا تفلت يدكَ من يدي
فمعاً … تقلعُ مراكبنا
فنجدفُ معاً لا نخشى الطوفانَ
أتذكرُ يا أخي وصيةُ أمنا
أقسمنا ألا ننقضها
و كنا لا زلنا صبيان
و أخذتْ علينا العهدَ
و قالت: دعوني أرقد ُفي سلامٍ
و قلبي عليكم راضٍ غيرَ غضبانِ
وضعت كفكَ في كفي
و غطتهما بقلبها قبلَ يديها
عِداني : أن يغفرَ كليكما ..
لأخيهِ زلاتِ اللسانِ
و أن لا يقاطعَ أخاهُ فوقَ ثلاثِ ليال
و أن يسترَ لأخيه ِالعيوب
و أن كثرت … و لا يدعهُ يوماً
الكسيرَ المعيوب
و ان أخطأت يدُ أخيك يوماً الطريق
فصفعت منكَ الخدَ
و ملأت النفسَ بالغضبِ و الضيق
فاعلما أن من لا أخا له
ما له في العالمين صديق
فاغفرْ لأخيكِ
و اعلما ولدّيَّ:
ِ لو ما بقي للمرء
سوى أخاه … لكفاه
فأرجوك يا أخي
لا تفلت يدكَ من يدي
فأنت سندي… و عزي و عزوتي
طريقنا معاً واضحٌ و عدونا فينا حائرٌ
و قلبي معكَ يا أخي
جسورٌ و ثائر
و ليلي و ان أظلمَ .. مقمرٌ
و أعْلم ُ أنَّي لو عميت يوماً
و يداك في يدايّ
فإنّي مبصرٌ
فأنت يا أخي عيناي
حقا رائعة يسلموا