
و أصرُ على الإحتفاظِ بها.. رغمَ أنها لم تعدْ تشبهُ الأصلَ في شكلها أو ملامحها أو حتى في المضمون. و أصرُ على لملمةِ بقاياها المبعثرةِ، و ألصقها بعدَ كلِ كسرٍ، وأقولُ في نفسي هذه آخرُ مرةٍ سأحاولُ اعادتها الى نفسها و إلصاقها و جَبّرَ كسرها .. و لكني أعيدُ الكرةَ مرةً …. بعدَ ألفِ مرة.
دوارةٌ هي الأيامُ .. أو كما قالوا ، و لكنَ أيامي كرةٌ من زجاج ٍ…. شفافةٍ يرى الأعمى من خلالها ما بها .. إلا أنا …. رأيتُ بها ما أردتُ أن أرى. و تنكسرُ رغم حرصى عليها، و عنايتي بها و قد أسكنتها من القلبِ أعلاهُ …. حيثُ أتنشقُ أنفاسي المضطربة و التي تضيقُ كلما ضاقتْ دروبي، و خابت ظنوني …. و أجلستها من العقلِ رأسهُ … ووليتها سلطانَ الأمرِ و نهيهُ…. و قلتُ سلاحي في الوغى حين يعاندني زماني …… و لكأني أجلستها على فوهةِ بركانِ. و أخسرُ الرهانَ مع نفسي كلَ حينٍ، و تُكذبني تنبؤاتي … حين أكسرها أنا بيديَّ و بمحضِ إرادتي و بأحاديةِ قراري.
فسيفساءُ الأماني … و التوقعاتِ… التي أصرُ على أنها النورُ الذي يزيلُ حلكةَ الحالِ، و ما آلَ إليه من الشقاقِ و النفاقِ .. وخذلانِ الأحبةِ و خديعةِ الرفاقِ … و كمنْ ينشدُ سعةَ الفضا … و هو يرى واضحاً طريقهُ ضيقاً … كزقاقِ.
فسفيساءُ … تلك الأيام و تلك الأماني التي أحرصُ على لملمتها و أخشى أن تضيع . و يسخرون مني كيف لا زلتُ أحتفظُ بها ….. و لا ألومهم كيف سيفهمون … أن البعضَ … مثلي مبعثرثٌ في الأرضِ لا يُعْرَفُ له قرارٌ و لا وجود … غيرَ بعضِ كلامٍ مبهمٍ- يحتاجُ لكثيرٍ من التأويلِ و الترجمةِ- و بعضِ وعود. يسخرون و لا يدركون…. أنَ ما ألملمهُ هو فسفيساءُ البقاءِ .. و هويتى في الوجودِ.
يا جبل ما بهزك ريح
اجمل ما فيها الدوران والتدحرج