و لو بعد حين

و ترفقْ بالقلبِ الذي أنتَ دقاتهُ .. فقد أتعبه النبضَ، و قالَ الطبيبُ أنكَ علتهُ و الدواءَ، و أردفَ: هذا القلبُ سيتعبكُ كثيراً كثيراً … و لكنها الأقدارُ .. و ما باليدِ سلطانٌ و لا باليدِ حيلة. و شكوتُ لشمسِ النهارِ.. كيفَ لمْ أعد أذقْ طعمَ الشرابِ و الطعامِ، فقالتْ لي :هو العشقُ و الغرامُ … و حكيتُ لليلِ … كيفَ الأرقُ يهدمُ مني البنيانَ فقالَ لي:  من تركَ للهوى قلبهُ  …  صاحبَ الأرقَ الذي هو عدو المنامِ، و سألتُ الرفاقَ النصيجةَ: فسخروا مني .. كيفَ أني الوحيدُ الذي تعلقَ قلبهُ بالسحابِ الهاربِ مع الريحِ، وظننتها ستمطرُ هنا، و إذا بها ترحلُ الى البعيد، و تمطرٌ في غيرِ مكانٍ .. و ترحلُ بالنبضِ الى المجهولِ الذي أخافه  … بقدرِ ما أشتهيه.

و ترجوه أن يهدأَ، و أن يستكينَ، و قد غدتْ الأنفاسُ تجرحُ الصدرَ كسكين .. و تسألهُ الرحمةَ بالعبدِ المسكينِ ….و يجيبكَ قلبكَ  بقرعِ دقاتهِ  … التي تعلو في صدركَ كموجٍ غاضبٍ يرطمُ الشاطيء: الآنَ تشكو ! و قد شربتَ من حلو الوصلِ سنين، و كانَ الأحبةُ على بعدِ الذراعِ ساكنيين …. ذقْ من كأسِ البعادِ قليلاً …. علك تعرفُ معنى الشوقَ و الحنين، و ودعِ نومَ الليلِ الذي شبعتَ من شرابهِ، و سكرتَ من نشوى سمرهِ.. سنين .ذق فالحبُ دينٌ  …. لا بدَ من قضائهِ و لو بعدَ حين.

و في الوصلِ حلاوةٌ … تنسيكَ الوجوهَ و الأسماءَ، و تلغي منكَ العقلَ، و لكنَ الصورةَ في البعادِ أوضحُ، و إن أوجعتِ القلبَ. و تتعجبُ كيفَ طارَ منكَ العصفورُ….  و لم يكنْ على الشجرةِ … أيِّ عصفورٍ غيرهُ …. و قد أسكنتهُ في القلبِ حبيسَ الضلوعِ و ظننتهُ في أمانٍ لا يضيع، و نسيتَ أنه أسيرُ أنفاسكِ … التي لم تعدْ تستطيعَ أن تتنفسها . بعضُ القراراتِ طريقٌ … باتجاهٍ واحدٍ … إن ِسرّتهُ.. فليسَ إلى الوراءِ من رجوع.

2 Comments اضافة لك

  1. هوبش كتب:

    وصفات جميلة.. ولطيف الكلام عن الحب.. وان كان السرد لا يخلو من الحزن والفراق كالعادة.. نسأل الله ان يذهب عنكم الحزن

  2. ابوكرم حيدر ابو ساويش كتب:

    الله الله..كم انت رائعة
    يا بنت القدس العملاقة
    نرجوا المزيد مع التقدير

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s