
و بيتي في السماءِ لا تغلقُ له أبواب، و أغطيتي بيضُ السحاب، و نورُ الشمس رفيقُ النهارِ، و القمرُ سميرُ ليلي. و لكنَ النهارَ أخو النهارِ، و القمر ُيعودُ على حينهِ كما أتى كالعرجون القديمِ. … و كذلك تأتي ريحٌ … و تمضي ريحُ، و أرحلُ معها بلا وعيٍ يؤرقني، و لا حساباتٍ ترهقني، فلا أدركُ اسم أمسي، و لا ما سيكون في غدي. بنتُ الحاضرِ الراحلِ مع المزنِ البيضِ الوادعاتِ أنا…. و هكذا ظننتها تدوم!
و زمجرَ ذاتَ يومٍ رعدٌ غاضبٌ أفاقني من دعةِ الراحةِ و الرتابةِ التي وسعت الأفقَ الداني من جفوني، فزلزلت سريري، و كشفت أغطيتي، و أحالتها لشبكةٍ صغيرةٍ ليسَ بها صيدٌ …. غيرَ قلبي .. الذي هربَ منذُ زمنٍ بعيدٍ عن الأرضِ و قسوتها، و عن الأيامِ العقيماتِ التي لا تحملُ في أحشائها سوى المفاجآتِ الصغيرةِ كالأبابيل التي تقذفُك من حينٍ الى حينٍ بسجِّيلها …و التي تظنُ أنك تنجو منها .. و لكنها تقلعُ من قلبكَ الطمأنينةَ و السلامَ .. و إذ ذاكَ فعدوك الأرقُ …. الذي يسلبك الإحساسَ بالزمنِ كما … الأمان، و يترككَ كشجرِ الخريفِ ….. مجردُ خشبٍ بلا ورق.
زمجرَ و زمجرَ، و أعادني الى الأرضِ ….. فاختفيت و تلاشيتُ في جذورِ الشجرِ .. في أحشاءِ الطير و الوحوشِ، و أمتزجُت مع ماءَ البحرِ و النهر…… و عدت إليها …. حيث تنتهي كلُ الأشياء و الأحياء… طيناً و ماء.
و من منا لم يذق طعم ذلك..يا رب لطفك و رحمتك..
شكرا علي هذا الابداع و دقة الوصف للنفس البشرية و
ما يختلجها..