
و يجري بهدوءٍ و رتابةٍ، و تصحو الكائناتِ حولهُ و تمسي …. و تنسى أنه بالجوارِ ساكن. و يعانقُِ … ضفتي اليابسة كلَ حين ٍ …شوقاً و حباً، يلبسها ناعمَ و رطبَ الطمي .. ليكبرَ الشجرُ، و ينمو الزهرُ، و ينضجُ الثمر، و يغردُ الطيرَ، و تشربُ الكائناتِ من عذبِ مائه. يمضي بهدوءٍ إلا من رغوٍ و زبدٍ طفيف، و يظنُ الرآي أنَ مسارهُ سهلٌ و سيره ُرائقٌ لطيف، و لكنَ باطنه مثقلٌ بحجرٍ … و صخرٍ لا يقوَ على قذفهِ بعيداً، و يترسبٌ في باطنهِ يوماً بعد يومٍ.. فيثقلهٌ و يقطعُ منهُ الأنفاسَ.. و يدفع ُ مائهُ … عن المسارِ قليلاً …. قليلا. و تمضي السنون . و من أكثرِ نقطةٍ انخفاضاً و ضعفاً، و حيث النهرُ يعانقُ ضفةَ اليابسةِ منحنياً على ركبتيهِ ….. حباً و طاعةً … ينحرفُ الماءُ الى طريقٍ آخر .. ليتكونَ جدولٌ صغيرٌ….. و يكبرُ و يكبرُ ….. و كل الكائنات عن النهرِِ الأصلِ … تتغافل .. فلا زالَ…. الماءُ يجري .. و يتعاملون مع الجدولِ الجديدِ …. كولادةِ طفلٍ صغير. و يجفُ النهرُ في صمتٍ و بلا صخبٍ و يبقى له من الذكرى الإسم و الأخاديد.
لو كانَ بحراً صاخباً.. غاضباً …. يقذفُ كل من يعاندهُ بعيداً، و يمزقُ كل من يركبه- في كلِ ساعةٍ يولى منها الرضا- إرباً …. إربا.. لحسبوا له الحسابَ ، و لعدوا له ساعاتِ الجزرِ و المدِ، و لقرأوا نشراتِ الطقسِ …. و تغيراتِ المناخِ، و لأعدَ كلَ ربانِ سفينةٍ … ألف خطةٍ بديلةٍ … لغضبته و لضبط كلٌ منهم بوصلتهُ ليعرفَ أين المطايا تناخ.
أقدارُ… هي … التي تكتبُ لبعضنا أن يكونَ بحراً ….. أو أن يكونَ نهرا .. و آخرون نالهم الحظ أن يكونوا برزخاً …. حيث يلتقي نهٌر و بحرٌ …… كلٌ يمضي في طريقهِ …… لا يبغيان.
هذه سنة الكون
أكثر من راقع.. بل جميل ووملئ بالوجدان.. أحسنت الوصف.. و الخاتمة عمقت المغزى والمعنى…
واصلي.. جميل
شكرا لك افتقدنا مقالاتك الاسبوعين الماضيين
Dr. Nazih Khatatba Meshwar Media Canada, Toronto 1-416-302-7664 1-289-652-5812 address : PO BOX 51053 1 – 70 EGLINTON SQUARE , SCARBOROUGH, ON M1L 4T2 http://www.meshwarmedia.com
________________________________
*المسلم القوي خيرا واحب الي الله من المسلم الضعيف و في كليهما خير*
انت كاتبة و مدونة بارعة و كلماتك تلف في داخلها آلاف المعاني..دمتم بخير و عز..ابو كرم