قالوا: تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ، و إنّي لأظنُ أن القائلَ هو ربانُ السفينةِ أو ركابها الذين باغتتهم الريحُ الهوجاءُ، فحملت الموجَ من عمقِ المحيطِ، و قلبتهُ على سطحهِ، فأغرقت كلَ ما كانَ طافياً عليه. فنجا من الأحياءِ من نجا …. و أمانيهُ مكسورةً مبتورة، غرقَ من غرقَ …… فلم يبق منه سوى اسمٌ …. و ربما صورة.
و لكن على الطرفِ الآخرِ من المحيط ِ …. هي نفسُ الرياحِ التي تسوقُ المزنَ الى الأرضِ الجدبِ فتُحيِّ الأرضَ بعد موتها، و هي نفسُ الرياحِ التي تقلعُ أعجازَ النخلِ الخاويةِ … بما فيها من ديدانٍ و حشراتٍ …. لتفسحَ لصغيرِ الشجرِ سبيلَ الحياةِ و النمو، و هي نفسُ الرياحِ التي تحملُ لقاحَ الزهرِ من روضٍ لروضِ، ليأتي ربيعٌ بعد ربيعِ …. و لا يموت العطرُ و ينتهي ….. و يضيع. فليس كلُ ما تحبُ و تهوى …..خيرٌ و رضا للجميع
هي الرياحُ رغبٌ و رهبُ، و كل ما في الكون لِه حينٌ معلومٌ و وقتُ، و تولدُ فيه الأحياءُ في مواعيدٍ …. و يولي آخرون بلا عودِ. فإن هبت الريحُ ذاتَ يومٍ عاصفةً -و لا زلت حياً- فتعلم كيفَ تنحني تواضعاً و احتراماً لسنن الكون، و لا تأخذكَ العزة ُو الغرور …… و تقفُ غاضباً معترضاً … و مستعداً للكسرِ، و لا تدعها تمضي … فلا تتركُ في نفسكِ أثراً .. و لا تَفَّكراً … بما فيها من العبرِ ….. فتصبحُ كالجاهلِ الأغرِ …. القابلِ للعصرِ
كلمات رائعه كالعاده
شكرا كريم على الإطراء
مزيج من الثقافة الاسلامية والادب
شكرا جزيلا على التعليق الجميل
منشور جميلٌ جداً 🌹❤ .. شكراً للمشاركة ..
دمتِ بخير و سعادة ..
شكرا. و اهلا و سهلا بك