تجاورهَُ السنين، وتظنُ أنكَ تعرفهُ لطولِ جيرتكَ له، و تعرفُ متى يغضبُ .. و يهيجُ، و متى يهدأُ و يستكينُ. و تعرفهُ حينَ ينسابُ حناناً يعانقُ الرملَ الناعمَ رويداً رويداً .. ناعماً بريئاً كغزلِ المحبين. و تظنُ أنكَ حفظتَ لهُ المواعيدَ حينَ الصبحِ و المساءِ …. و حينَ المدِ و الجزرِ .. و تعرفُ صفوَ مزاجهِ بأيامِ الصيفِ، و تكدرها في الشتاءِ، و تحفظُ أسماءَ الطيرِ التي تحلقُ فوقَ سمائهِ … المهاجرِ منها و المقيمِ .. و تظنُ أنكَ تعرفه.
و تغوصُ في عمقهِ تخلبُ لبكَ الأسرارُ.. و تنامَ بجوارِ شواطئهِ … يغلبكَ تسلسلُ الإلهامِ و شرودِ الأفكارِ .. و تبدأُ ببناءِ بيوتٍ … لا عمادَ لها .. و تظنُ أنكَ تعرفه. و تُخَيِّبُ ظنكَ الأيامُ تلو الأيامِ …. و يخون ُ و يثورُ و يفورُ … و يلغي ما دونهِ من الجمادِ و الأحياءِ، و تطغى ملوحتهُ على كلِ حلوٍ … عشتهُ جوارهُ يوماً … و تتمنى لو استطعتَ تخفيفَ تلكَ المرارةِ و خيبةِ الأملِ التي قذفها موجهُ في قلبكِ … و تشتهي أن تغسلَ ملحهُ بمطرِ محبتكَ … و صدقِ أمانيك، و تنسى أنه البحرَ …. و تدركُ أنكَ تعجزُ عن فهمهِ
و تعلنُ أنكَ تقبلهُ على ما هو عليهِ ….. وأنكَِ ستستسلمُ لساعاتِ الصفو .. و لكنَ أنفاسكَ تظلُ معلقةً بموجهِ … تتسارعُُ نبضاته كلما ارتطمت واحدةٌ بأخرى .. متسائلاً: أتراهُُ يغضب ؟… و تعلنُ معترفاً و قد سكنكَ الخوفُ و الترقبُ… أن ليسَ للبحرِ أمان. و تعترفُ أنك لم تعرفهُ ….. ليس من قلةِ نباهةٍ …. أو علمٍ أو حيطةٍ .. … فالبحرُ لا يروي عطشاناً … و ليسَ له صديقٌ… و لكنها ساعةُ صفوٍ ….تسكنها جوارهُ ….. تنسيك أسمك و عالمك …. و تنسيك هذه الحقيقة …
🍬🍬🍬🍬
#همسة للجميع :
أزرع جميلا ولو في غير موضعه
فلن يضيع جميلا أينما زرع
إن الجميل وإن طال الزمان به
فلن يحصده إﻻ الذي زرع💔
✍….
مع الشكر للكاتبة الرائعة و الرسومات المعبره
شكراً جزيلاً أبو كرم