سُؤلتُ ذاتَ مرةٍ
عن عنواني
و كنتُ في عزِ الصبا و العنفوانِ
فقلتُ لهم: عنواني
في كلِ مكانٍ و زمانِ
في كلِ حبة ثرى لمستها قدماي
كل نسمةِ هواءٍ تنشقتها رئتاي
كلِ طائرةٍ سافرت فيها
من بلدٍ إلى بلدِ
كلِ عربةٍ أقلتني من مدينةٍ لمدينة
كل دقيقةٍ حملتني من زمنٍ إلى زمنِ
عنواني مرسومٌ
في كلِ الوجوهِ التي
رسمتُ عليها إبتسامة
و في كل قلبٍ أهديته فرحةً
في كل لونٍ رسمتُ فيه لوحةً
في كل حرفٍ كتبتُ به قصيدةً
عنواني في كلِ الأماكنِ
أدركتُ حينها فقط
لمَ أنا راحل …
لمَ أنا دوماً مسافر
أدركت أني لمْ أغرسْ جذوري
في أي شبرٍ من هذه الأرضِ الفسيحةِ
لأني لا أستطيعُ البقاءَ ساكن
فالسكونُ فسادٌ و ركودُ
و أنا.. لا أستطيعُ السكوت
فإن لم أتكلمْ .. تموتُ الحروفُ
لأني خلقتُ حراً
و حراً سأموت
و إذ بي اليومُ أُسألُ عن عنواني
فتخنقني الكلمةُ
التي لم أستطعْ النطقَ بها
فغضباتهم التي تمحو الشطآن
علمتني الجبنَ
أمْ لأني أدركتُ أني
أغني لقومٍ صمٍ
و أرقصُ بينَ العميان
أم لأني وعيتُ
أن عنواني إفتراضي
ليس له مكانٌ و لا زمان
حيث أتخفى ..
فلا يراني القومَ
فيُكذبُ مني الوجه
ما أُجبرَعليه اللسان
و أُجيبهم
عنواني ضميرٌ مستترٌ
و ضمائرهم … غابت
في سوقِ العرضِ و الطلبِ
و حسب الرضا و الغضبِ
و كثرتْ حروفُ العلةِ
التي تناثرت مع جثثِ المهاجرين
و مع سوقِ الرقيق
الذي يتاجر في شبابنا الضائعيين
و مع لعناتِ اليتامى على
من مسحوا من ذاكرتهم
كلَ الأسماءِ
و العناوين
تم نشر هذه الخاطرة على جريدة صوت العروبة الأمريكية بتاريخ 21 أغسطس2019 https://arabvoice.com/
تحياتي لك راوية
http://www.meshwarmedia.com/2019/08/24/%d8%ae%d8%a7%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d8%b6%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%88-%d8%ad%d8%b1%d9%88%d9%81-%d8%b9%d9%84%d8%a9/
Dr. Nazih Khatatba Meshwar Media Canada, Toronto 1-416-302-7664 1-289-652-5812 address : PO BOX 51053 1 – 70 EGLINTON SQUARE , SCARBOROUGH, ON M1L 4T2 http://www.meshwarmedia.com
________________________________