هلا وصفتَ فرحةَ الجائعِ برغيفِ الخبزِ الساخن فسكن وحشَ الجوعِ الذي ينهش أمعائهِ، أو أحسستَ بمن ارتجفَ جسدهُ العاري من البردِ حين التحفَ كساءً فهربت فئرانُ الشتاءِ التي تَقرِضُ عظامهُ
أم شعرت بمن بهِ ألمٌ أقضَ مضجعهُ و تناول دواءً فأسكنَ الحممَ التي اشتعلتْ في جسدهِ فنامَ قريرا
أم خَبُرّتَ مَنْ أّرّقَه ليلٍ ليس يدري أينَ يواري نفسهُ فيه من عارياتِ الليالي، و إذ ببيتٍ يُفْتحُ له بابه ليستترَ فيه، فبات آمنا
أمْ تخيلتَ شوقَ ودمعَ أُمٍ … سرقَ الإنتظارُ ربيعَ عمرها ،و ليست تشتهي سوى إحتضانِ ولدها الغائبِ إلى صدرها .. و إذ على غفلةٍ .. تجدهُ بين ذراعيها … فرقصَ قلبها بين ضلوعها فرحاً كفرحِ عروسٍ ليلِ زفافها
أ ذُقتَ مرارةِ القهرِ … لرجلٍ نُزعَ ماءُ وجههِ … يعجزُ من قلةِ يدٍ أن يطعمَ صغارهُ .. ذليلاً عند أهلهِ… مديوناً في وطنهِ .. أجيراً عند أعدائهِ.. أنْ أكرمهُ الله فاطعمَ أهلَ بيتهِ عزةً و كرامةً …. فعادَ رجلاً حراً
أتظنُ أيهمُ أكثرَ سعادةً؟ … أينَ أنت منهم …؟
قدَ كذبَ النخاسون في سوقِ العبيدِ و بورصاتِ المالِ و قالوا السعادةَ هي الحبُ و العشقُ و الغرامُ و كنوزٌ وحساباتٌ في البنوكِ و قصورُ عالياتِ البيان
فاعقلْ إن كنتَ تعقلْ .. كمْ أنتَ في النعمِ مغمور و لا تكنْ كالإبلِ تحملُ الماءَ على ظهورها في صحراءَ قاحلةٍ و تموتُ عطشا ، و اشكرْ .. فالشكرُ سرُ بقاءِ النعمِ . الشكرُ وحده منتهى السعادة
حلو كتير و مفيد
الحمدلله رب العالمين حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
الحمد لله رب العالمين دائماً و أبداً