عادَ كما غابْ، بلا إذنِ و لا ميعاد. تركَ فيها الشوقَ الغاضبِ كرملِ الصحراءِ في العاصفةِ الهوجاء. و كما غابَ جاء، يسألُ الشجَر الذي جفَ منه النبضُ ، و اختفتْ من ملامحهِ الألوانَ، يسألهُ الصفح َو الغفرانَ … و أنَ الوقتَ قد حانَ للوصلِ و الرقصِ و الحياةِ من جديد
و كما ضنَ جاد. قصفَ و رعدَ .. فهطلَ و هطلَ، و تذللَ وعانقَ الرملَ و قَبَّلَ ثرى الأرضِ و تلاشى في ثناياها .. رويدأ .. رويدا و رفقاً …رفقا. و كما قطعَ وصل، و الى جذورها الجافةِ انسابَ فيها من الوريدِ للوريد، و في قلبها أنارَ جذوةَ الحياةِ، فاخضرتْ بعد ذبولٍ و أفاقت بعد صمتٍ و حزنٍ .أفاقت على نشوةِ الحياة .
و كما عادَ غاب. تركها بين الفرحِ و الذهول.. تركها تقرأُ الحروفَ المبعثرةِ على الشجرِ الذي اخضر، و الورقِ الذي أينع. تحاولُ فكَ طلاسمَ رسائلهِ الغامضةِ التي ليسَ فيها وعدٌ يقطعهُ بالعودِ، و لا شوقٌ ينكرهُ بالحنين, تركها مع اليقينِ بأنه كلما … غابَ عادَ بلا إذنٍ و لا ميعاد
ولا أروع من أثر الماء بعد هطوله..صورتيه لنا وكأننا نلمسه بأيدينا ..
ما شاءالله عليك مدام راويه أحسنت الوصف المجسم بالرسم ..طاب يومك 🌹
شكرا و طابت اوقاتك بالخير عزيزتي
و تستمرو تستمر هذة العبقرية النثرية بكل قوة و اصرار ان تغمرنا بكلماتها و صورها و تاملاتها……انه الغيث حقا و لكن و الف لكن نحن نحتاج هذا الغيث الشعوري في كافة نواحي حياتنا التي ضرب الجفاف كل جوانبها في فلسطين و شعبها و قدسها …
يا رب ارزقنا الغيث في فلسطين …غيث يحول جفافنا الي حياة كريمية …يا رب ارزق الكاتبة “بنت فلسطين” عبقرية دائمة و متواصلة لتسقنا بكلماتها ايمانا صادقا و تحول جفافنا الي نضرة يانعة تسر الناظرين….احترامي و تقديري …ابوكرم
شكراً استاذنا الفاضل.