اسأل الطيرَ ما ترى من حسنِ الروضِ و قدْ علقتْ عطورُ الزهرِ بأجنحتها. و اسألْ الفراشَ عن جمالِ الصبحِ بعدَ المطِر و قدْ نسيتْ أقواسُ القزحِ الناعسةِ ألوانَها علي أكتافها. و اسألْ شمسَ الفجَر عن النورِ و قدْ أزاحتْ من الليلِ الطويلِ عباءته و ألبسته فساتينَ النورِ . و اسألْ إنْ غالبكَ الفضولّ كيفْ رقصتْ الأيكُ متمايلةً و لأليء الندى على أجفانِ الورقِ لم تسقطها . و اسأل عن موسيقى تملأُ الكونَ بتسبيحِ الكائناتِ كيفَ تعبدُ الله في صمتٍ مسموعٍ و ابتهال …. ففي سؤالك قلبُ و لبُ الجوابِ … و بينَ ثناياهُ مئاتُ العبرِ و مختصرٌ لألفِ خطاب. و لا تسألْ الجائعَ عن السعادةِ , فرغيفُ خبز يعيدُ له الإبتسام. و لا تسألْ المريضَ عن حالةِ الطقسِ و لكن اسألهُ إذ هو اليومَ أقل إحساساً بالألمِ منَ الأمسِ .و لا تسألْ الخائفَ عن الغدِ … و لكنْ خذهُ بينَ ذراعيكَ و قلْ له أنا معكَ و لنْ أغادرَ حتى تهدأَ و تستكينْ. اسأل و حاذر فربَ سؤالٍ شافٍ كبلسمٍ …. أو سؤالٍ جارحٍ كسكينْ