قالَ لصاحبهِ: كمْ أتمنى لو كنت نسراً أحلقُ في السماءِ حراً و أسكنُ الأعالي، لا من خوفٍ و لا جوعٍ أبالي. أصادقُ السماء رحيبةً و الجبال الصماء .. فليس من شجارٍ و لا ضوضاء َأعاني. و ألتحفُ الليلَ هادئاً و سميري القمرُ الذي أعرفُ منازلهُ ، فلا مفاجاّتٍ تصرعُ القلبَ و العقلُ هاديءٌ البالِ خالي
ردَ عليه صاحبهُ قائلاً: أحبُ منَ النسرِ جناحيهِ و غيرهما لا أشتهي .. و لا يخطرُ على بالي ،لأرى من حسن ِالأرضِ ما يملأُ النفسَ بالرضا.. و أحبُ أن أعيشَ على ثراها وسطَ أهلي و خلاني ، أراهم بأحجامهم ِو أوزانهمِ، و أهوى حديثهمُ و كثرة ضوضائهمُ، فليسَ يطيبُ العيشُ في كونٍ خالي ، و أحبُ أن أرى من الكونِ جمالهُ و أبغضُ أن أرى من علٍ كلُ الكائناتِ فرائسَ تملأ بطني و شهواتٍ كجارحٍ مفترسٍ لا يبالي. و أشتهي منَ الليلِ ساعاتِ سمرٍ مع حبيبٍ ينتظٍُر معي غدي بشوقٍ … لسنا ندري ما تأتي به الأيام و الليالي
أجاب صاحبهُ ساخراً: ذاك عصفورٌ يخاطبُ نسرأ. ردَ صاحبهُ معقباً: أنسيتَ أن النسورَ تموتُ على الجبالِ وحيدةً لا تعرفُ طعمَ العيشِ الهاني، و تعيشُ العصافيرُ جماعاتٍ تمضي العمرَ كله تغني أهازيجِ َ الحبِ و الفرحِ بلا كللٍ لأن النهارَ لا يحبُ الصمتَ و الحياةُ تنكرُ من يعيشون لأنفسهم . فشيطانُ الهوى وحشٌ أناني.
مؤيد تماما ..جنة بدون ناس ما بتنداس
و تبقي قامات فلسطين من فتياتها و فتيانها يسجلون أفكارهم و مشاعرهم لخدمة الانسانية🌟🌟🌟🌟🌟