وقفتْ الصغيرةُ مذهولةً أمامَ قطعِ المزهريةِ التي تناثرتْ في أرجاءِ غرفةِ الضيوفِ، و فجأةْ هرولت هاربةً كأنما قطعَ الزجاجِ تطاردها، و لكنها توقفتْ عندما اصطدمت بوالدتها التي كانت تغادرُ المطبخَ و قد كسا التعبُ و الإرهاقُ وجهها. حينها أدركت الصغيرةُ ما كانت تخشاهُ و تهربُ منه. كانت تخشى غضبَ والدتها و عقابها لها حينَ تكتشفُ أنَ مزهريةَ الكريستالِ المنتصبةِ على طاولةِ غرفةِ الضيوفِ قد أصبحتْ في عدادِ المفقودين للأبد. جلستْ في صمتٍ و قدماها تتأرجحان من شدةِ التوترِ والترقبِ لموجةِ الغضبِ الشديدِ التي غمرتْ وجهَ أمهِا و قد أطلتْ برأسهِا من غرفةِ الضيوفِ و أشارتْ لها بإصبعها المتشنجِ و بصمتٍ أن تتقدمِ الى الغرفةِ. سألتها بصوتٍ مختنق ٍو مرهقٍ: أكسرتِ المزهريةَ ؟ ردتْ الصغيرةُ و هي ترتجفُ: لا . ردتْ الأمُ غاضبةَ : لا تكذبي … سألتُْ الصغيرة بصوت ٍخلا من التعابيرِ: ما معنى الكذبَ يا أمي؟ أحستْ الأم ُبماءٍ باردٍ قد سُكبَ على رأسهاِ ،بللَ أكتافهَا و غسلَ قلبها من الغضبِ و أجابتْ: الكذبُ أن لا تقولي الحقيقةَ. أردفتْ الصغيرةُ بالسؤالِ: و ما الحقيقةُ يا أمي؟ ردتْ الأمُ بهدوءٍ: الحقيقةُ أن تعترفي بالأشياءِ و الأحداثِ كما هي دون تغيّيرٍ أو تحريفٍ. قالتْ الصغيرةُ و قدْ زفرتْ نفساً عميقاً : الحقيقةُ يا أمي أني كنتُ ألعبُ بدميتي و أفلتتْ منْ يديّ فأوقعت المزهريةَ على الأرضِ فانكسرتْ. بحلقت عينا الأمِ من الدهشةِ , و انفردتْ أساريرُ وجههَا بالإبتسامِ ، سحبتْ الصغيرةَ الى صدرهِا و سألتها: أتظني المزهريةُ إنكسرت لو لعبتِ في ساحةِ البيتِ و ليسِ في غرفةِ الضيوفِ؟ لفتْ الصغيرةُ ذراعيها حولَ رقبةِ أمها و قالت: أنا السببُ في كسرٍ المزهريةِ .. أنا آسفةٌ يا أمي. … سامحيني
القيم ..القيم …القيم…”إنما بعث لإتمم مكارم الأخلاق ” صدق ألحبيب عليه الصلاة و السلام ..يجب أن نغرس القيم الطيبة في نفوس صغارنا و نحسن توجيهم…لا للعنف اللفظي و الجسدي و المعنوي.. .الصدق انجى. …شكرا و نرجوا المزيد…..ابوكرم