صغيرة من حلب

mother

 

لجَمَ لساني بلاغةُ صمتها، وتفككتْ كلُ عقدِ الحجِ والبراهينِ التي أحكمتُ نسجها لأتمكنَ منْ إقناعها بنشرِ قصتها حينَ انحدرَ من عليائهِ دمعها. لفتْ وشاحها بإحكامٍ حولَ الصغيرةِ المختبئِة في حجرها، و بأيدٍ نحيلةٍ شق البردُ أخاديدَ على سطحِها غطتْ عدسةَ الكاميرا، ارتجفت شفتاها وقالت: أرجوكَ لا تصورني، لا تزيدَ من ذلي و مهانتي، و صنْ الباقي من كرامتي. استيقظتْ الصغيرةُ علي صوتِ ارتجافِ صدرِ أُمِها. و دونَ أنْ أدري أو أعي، وضعتُ الكاميرا جانباً و أخرجتُ من حقيبتي قطعةَ حلوى، و مددتُ يدي أناولها الصغيرةَ ،و لكن قلبي توقفَ للحظٍة حينَ قالتْ بكلِ براءةٍ: لا أريُد.. أنْ آكلَ… ماما قالتْ لي إذا لم تأكلي فسوف تموتي … أريد أن أرى بابا وإخوتي.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s