لجَمَ لساني بلاغةُ صمتها، وتفككتْ كلُ عقدِ الحجِ والبراهينِ التي أحكمتُ نسجها لأتمكنَ منْ إقناعها بنشرِ قصتها حينَ انحدرَ من عليائهِ دمعها. لفتْ وشاحها بإحكامٍ حولَ الصغيرةِ المختبئِة في حجرها، و بأيدٍ نحيلةٍ شق البردُ أخاديدَ على سطحِها غطتْ عدسةَ الكاميرا، ارتجفت شفتاها وقالت: أرجوكَ لا تصورني، لا تزيدَ من ذلي و مهانتي، و صنْ الباقي من كرامتي. استيقظتْ الصغيرةُ علي صوتِ ارتجافِ صدرِ أُمِها. و دونَ أنْ أدري أو أعي، وضعتُ الكاميرا جانباً و أخرجتُ من حقيبتي قطعةَ حلوى، و مددتُ يدي أناولها الصغيرةَ ،و لكن قلبي توقفَ للحظٍة حينَ قالتْ بكلِ براءةٍ: لا أريُد.. أنْ آكلَ… ماما قالتْ لي إذا لم تأكلي فسوف تموتي … أريد أن أرى بابا وإخوتي.