نعستْ عيونُ الشجرِ
و تململتْ
منَ الصمتِ المطبقِ على الحقولِ
و ترهلتْ أغصانها
و تعرتْ من ورقٍ
و منْ ثمرِ
و حنتْ لصوتِ الساقيةِ
و عزقِ الفؤوسِ
و أتى ربيعٌ
لم ْتحتضنْ فيه الأرضُ
بذراً و لا قمحا
و حلَ صيفٌ
لا رقصتْ فيه سنابلٌ
و لا غنى فيهِ حُصّادُ
و جلسَ بينَ الحيطانِ
منْ يبكي قسوةَ الفصولِ
و علا صوتُ أمعائهِ الخاويةِ
على قرعِ الطبولِ
قايضَ رغيفَ العيشِ
بصكِ الحقلِ
و قرصَ البردُ أطرافهَ
فستروهُ برداءٍ
و حينَ شاؤوا
تركوهُ عارياً كالغواني
و اخترعوا له الوحوشَ
و صنعوا لهُ سلاحاً
رصاصهُ .. مرمامهُ
قلبهُ و صدرهُ
و على ثرىَ الأوطانِ
يَهدرُ دمهُ
كذبوا عليهِ و قالوا:
أنت حرٌ و قراركَ بيدكَ
و لكنَ الباكيةَ من لوعةٍ
و ثكلى من جراحِ الفراقِ
و ذلِ الغربةِ و بردِ الشتاءِ
قالتْ لهُ: لسنا أحراراً
إلا في زفرةِ …… الآه