فتحَ أبوابَ ذاكرتهِ المقفلةِ منذُ سنين ،فتراءتْ لهٌُ أحداث حلوةٌ و مرة، و شخوصٌ شغلوا البالَ سنين، و غابوا بعدها على حينِ غرة. بكى ساعةً، و ضحكَ ساعةً . نهضَ إلى المرآةِ التي يطالعُ نفسهُ فيها منذُ عشراتِ السنينِ، و لكنه فوجيءَ برجلٍ ساخرِ الإبتسامةِ ، جميلِ المحيا. قالَ له: لا تدعي أنكَ لا تعرفني.. أنا الذي أغلقتَ عليهِ الضلوعَ سنينَ و سنين، أنا الرجلُ الذي تمنيتهُ أن يكون ،و ظلمتهُ بحجةِ مشاغلِ الحياةِ و مشقةِ العيشِ ، و ضرورةِ البقاءِ، و ألقيتهُ خلفَ قضبان الأماني المستحيلة.
سالَ دمعهُ و مسحهُ بكلتي يديهِ. و لكنَ الرجلَ الذي أطلَ من مرآةِ الذاكرةِ قالَ له متهكماً: أتدري …. حتى الأماني لها مواقيتٌ و مواعيد .. لا البكاءَ فيها يجدي.. و لا ضحكَ فيها يعني أنك سعيد