الطبع غلاب كتبت بواسطة rawmak on ماي 30, 2016ماي 30, 2016 وقفَ على قمةِ الجبلِ شامخَ الرأسِ يملؤهُ الزهوَ والغرورَ و قدْ نالَ من يومهِ ما أراد و إمتلأ َالبطنُ بما إشتهى من الزادِ و أكلَ فرخهُ الصغيرُ و أغمضَ زوجهُ العينَ قريرَ و لملمَ النهارُ أنوارَه و أوشكَ الليلُ أن ’يغيرْ و في لحظةِ تأملٍ …قلَ ما تصيرْ أدركَ من جمالِ الكونِ ما رققَ .. و شرحَ قلبَه الأسير تناغمتْ الألوانُ …و قدْ حلَ الشفقُ و غنتْ الطيرُ … أغاني المساِء و أهازيجَ اللقاءِ تمايلتْ الأشجارُ … ثملى بعبيرِ الأزهارِ و انسابَ النهرُ في هدوءٍ و استلقى على الضفافِ .. في خشوعٍ تأملَ النسر ُستائرَ الليلِ تحجبُ الكائناتِ تتسترُ على المحبين و المحباتِ و إذْ بهِ يلمحُ أرنباً حيراناَ يمضي ذهاباً و إياباً و بجانبهِ صغيرهِ المصاب يتأوهُ من الألمِ و العذاب و الأرنبُ يدورُ في حلقاتٍ.. و حلقات.. ! و فجأةَ يركضُ الي ضفةِ النهرِ يقطفُ عشبةً… يمضغها … ثم يتفلها على قدمِ الصغيرِ إنتصبَ الأرنبُ واقفاً .. و أذنيه كالأعلامِ يحرسُ الصغيرَ … الذي غط َفي سباتٍ أحسَ بشعورٍ غريبٍ إشفاق ….. !!! كم هو عجيبٌ و دون أن يحسَ … فردَ جناحيهِ و بسرعةِ البرقِ … إنقضَ كسيلٍ من علٍ … على الأرنبِ و لم يفقْ … إلا على صراخَ الأرنبِ الرهيبِ فزعتْ الكائناتُ … و إنكسرَ الصمتُ و ملءَ الأنحاءَ ضجيج ٌعجيبٌ إرتفعَ سريعاً … خجلاً .. نادماً اّه ….. إنَ الطبعَ غلابٌ ! و أتى صباحٌ جديدٌ و حدقَ بعينيهِ الى الأسفلِ و أدركَ فريسته وعادَ بطعامِ الإفطارِ و إذْ بالصغير ِمصابٌ و زوجهُ تبكي حرقةً … غافلها الصغيرُ و حاولَ الطيرانَ … فكسرَ قدمَهُ تذكرَ النسرُ الأرنبَ و صغيرَه المصابَ و عادَ بالنبتةِ .. يقطعها بمنقارهِ الضخمِ و يلوكها في فمهِ .. و زوجهُ ترقبهُ في ذهولٍ وتفلَ النسرُ المضيغَ على قدمِ الصغيرِ الذي غطَ في نومٍ بعدها بقليلٍ و أقسمَ النسرُ في نفسهِ : لإن شفى اللهُ صغيري لنْ أصيدنَ أرنباً ما حييت و لأشكرنَ اللهَ ساعة ً مع شروقِ الشمسِ و ساعةً مع المغيبِ و بعدَ حينٍ أفاقَ الصغيرُ و وقفَ على قدميهِ و فرحتْ زوجهُ … و طابَ يومهُ و أمضى ساعةَ الغروبِ في شكرٍ و تأملٍ و اعجابِ و ما إنْ أشرقتْ الشمسُ أفاقَ النسرُ على صياحِ الصغيرِ الجائع فحلقَ في السماءِ .. يستكشف فلمحَ بجانبِ النهرِ أرنباً يشربُ فإنقضْ عليهِ … و حملهُ إلى عشهِ و تناولوا طعامَ الإفطارِ و سألته زوجهُ: ممنْ تعلمتَ كيفَ تداوي الجراحَ؟ فنظرَ الى فروِ الأرنبِ و عظمهِ مذهولاً …. و قالَ: منْ أرنبٍ ! أحسَ بالألمِ و الندمِ كيف أخلفَ بالوعدِ … و حنثَ بالقسمِ و لكنه أدركَ .. أنَ الطبعَ غلابٌ و أنَ سوء َالطبعِ .. أشدُ عقاب . Share this:تويترفيس بوكمعجب بهذه:إعجاب تحميل...
كلام دقيق و مثير و أعجبني حقا.
يا “بنت القدس” صاحبة العقل الكبير…. لنا استفسار بعد هذه الخاطرة التي حلقت بنا بعيدا!!!
هل نظريات التربية في تعديل السلوك امام “الطبع غلب…..” لا يمكن ان تنجح؟
الجواب: