على ورقةٍ
كتبوا أنَ روحي
أتتْ إلى عالمِ النورِ
و على ورقةٍ كتبوا
أن عقلي أبصرَ النورَ
و على ورقةٍ
وَقّعوا عقدَ زواجي
و شهدوا دخولي
قفصِ الفرحِ و السرور
على ورقةٍ
منحتُ إذناً بالسفرِ
و على ورقةٍ أخرى
منعتُ من العبور
و قالوا: أنتَ سجلٌ من ورقٍ
لا يكتبون فيهِ
ما تشعرُ بهِ منَ
الحبِ و الرجاءِ
و لا ما تحسُ بهِ
من الخوفِ و القلقِ
يا ولدي…..
البشرُ أرقامٌ على ورقٍ
و لا يهمُ مَنْ قتلَ
و لا مَنْ سرقْ
و لا مَنْ هدمَ
و لا مَنْ حرقْ
المهم أنكَ لا زلتَ حياً
على الورق
و انتبهْ فأنتَ بشرٌ من ورق.
و تضيعُ ورقةٌ…………..
و أضيعُ في عالمِ النكرانِ
كأني يوماً لم أكنْ
و لا أنتهِ من التساؤلِ
و العجبِ
و يقولُ قائلٌ:
ما يجدي الصراخُ
و التعبُ و النصبُ
في عالمِ الحبرِ و الورقِ
فأنت راحلٌ
و الإثباتُ الوحيدُ
على ورقِ …
فإرحل بهدوءٍ .. و بلا صخبِ
فالغيابُ قدرُ البشرِ
و الخلودُ نصيبُ الورق.