صمت

القطة و الناي
تسابقُ الريحَ
و معْ رهبةِ الخوفِ
 و عجلةِ  الرحيلِ
نسيتْ العصافيرُ
أغاني الوداعِ
و ألحانها الحزينةِ
و قدْ أحرقتْ النارُ
أعشاشَها و الشجرَ
و غابَ خلفَ الدخانِ
و البيوتِ المقصومةِ الظهرِ
 المنسي من البشرِ
و عاثتْ الأشباحُ ترقصُ
و رفعت راياتِ النصرِ
ولّى كلُ القومِ
إلا حصاناً نسيهُ
العمُ آدم
مربوطاً إلى عمودٍ
لم ينكسر
هربَ صاحبهُ و سيدهُ
و رفيقُ العمرِ
في عجالةٍ من الزمانِ
نسيّهُ مع رهبةِ الظلمِ و القهرِ
نسيّهُ كجنديٍ كسيرٍ في الأسرِ
صهلَ .. و صمَ صهيلهُ الآذانَ
و حانتْ صلاةُ العصرِ
و ليسَ في المدينةِ منْ يرفعُ الآذانَ
و إقتربَ منهُ فتيةٌ
تضاحكوا ….
 خَيّرَهُ  صبيٌ أغرٌ
بينَ رصاصةٍ ..
بينَ عينيهِ
و قاطعهُ آخرٌ : لا …
ذاك ما يفعلُ بخيلِ الفرنجةِ
و هذا حصانٌ عربيٌ
يذكرنا بسالفِ العصرِ و الأوانِ
إتركهُ يمضى
يسابقُ الريحَ
في المروجِ الخاويةِ
دعهُ يموتُ وافقاً
فيموتُ حراً 
برشاشٍ أمريكيٍ غادرٍ
أو بقذيفةٍ روسيةٍ عمياء
قاطعهم ثالثٌ
بصوتٍ ملؤهُ الرحمةِ
و قال: إرحموهُ …..
و دعوهُ يموتُ في صمتٍ
بين الأطلال.

2 Comments اضافة لك

  1. ٌReyad Wady كتب:

    سيصول هنا وهناك وسيرجع الى رفيق العمر ان كان بالفعل يهواه …
    وان مات الاصيل تبقى زكراه

    1. rawmak كتب:

      كلام جميل و يسعدني جدا زيارتك يا عزيزي لمدونتي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s