الهوى

sunset

أخذَهُ سحرُ الليلِ للبعيد
 لأفكارٍ ما روادتهُ يومًا
و خواطرٍ غريبةٍ كلُ ما فيها جديد
و سَرقَهُ بريقُ النجومِ لعالمٍ بعيدٍ بعيد.
خالَ النجومَ فيها عذارى
نثرنَ بريقَ أعينهن
كالندى على زهرِ الربيع
يسكرُ زائرُ الروضِ
و في العطرِ يتيه .
إختفي الروضُ و العطرُ فجأةً
و أمهُ تناديُه ..
ألا رقدتَ أمامكَ غدٍ
إياكِ أن يضيعْ.
قالَ: ألا تركتني ساعةً مع الحسانِ الغيد .
سرىَ الدفءُ من حنانِ يديها
في جسدهِ المتململِ
و إعتذرَ دمعُ عينيِه حينَ قالت :
الحبُ يا ولدي ليسَ امرأةً تعشقها 
 و لكن بذرةً في رحمِ الأرضِ تزرعُها
 ترويها و ترعاها
 و حينَ الحصادِ ..
تعرفُ معنى الحب
 لما الفرحُ يزورُ كلَ بيتٍ
أكلَ من ثمرِها.
يا ولدي :الحبُ أخٌ يحسُ بوجعكِ
و لو فصلَ بينَكما المحيط
و كلمةٌ طيبةٌ
في وجّهِ بائسٍ 
كسيرِ الجناحِ .. وحيد
و طعامُ ليلةٍ لجائعٍ غريب .
الحبُ ما لامسَ قلبَك بعدْ
فجمالُ الليلِ و النجمِ
ما أيقظَ في خاطِرك
إلا الغيدَ الحسان
 فالخليلُ ابراهيمُ
إهتدى من حسنِهن للرحمنِ.
يا ولدي ما أضاعَ الفتى
يوماً كما فعلَ الهوى
سكةُ ابليسٍ
و ما كادَ و ما غوى.
فإشغْل النفسَ
في حبِ الطيباتِ
 و إغتدي لصبحٍ
ينتظُر سواعدَ الرجالِ
و عقولاً صافياتِ
تزيلُ من سمائنا غمامَ النكباتِ.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s