انتقل إلى المحتوى

هجر الحمام أعشاشه
و سكنته الخفافيش
و تآمرت الكلاب على الأسود
فحكم الغاب الضباع
فذل كل عزيز فيها
رخص كل غال .. و ضاع
و خلت الغاب من الكائنات
و قد احترق فيها الأخضر و اليابس
و ما بقي فيها الا العاجز و اليائس
أظلمت القلوب
و تاهت الدروب
و اثقلت الكاهل الذنوب
أما آن الوقت … للخاطيء
أن يتوب …؟
أما آن للمشهد التالي
أن يبزغ مع فجر طال انتظاره
أن ينير القلوب فتبصر
و شتاء يطفيء نار الحقد
الذي سود الصدور
أما آن للوجع الذي سكن في الأرواح
أن يستكين
لا تغضب ان نكأت جرحا تنكره
و لا تهزأ من ألم لست تذقه
فالمشردين كثر
و الطوفان جامح
و ليست كلماتي من اليك تجلبه
انصت الي صوت الصبح ان كنت تستيقظه
و استمع بقلبك لدعائهم
و نحيب بكائهم
كيف أضاعوا أوطانا
حين طلعت الشمس عليهم و هم نيام
و عيشهم رغدا و سربهم في أمان
و ظنوا أن الوطن ملك موروث
فباعوه لمن يشتري بأعلى الأثمان
كيف درسوا التاريخ …!
و قد كانوا نيام
ألا علموا ما صار لعبس و ذبيان
و حرب البسوس
حرب الجهال العميان
المشهد الأول القديم الجديد
جهل و حقد منذ الأزل البعيد
المشهد التالي
تغير المسرح و اختفت من
من البقاع الأسماء
و اختلط الماء … و الدماء
و ضاعت الأنساب
و مسحت من الوجود
وجوه … و أسماء
المشهد التالي بلا أبطال
المشهد التالي
اصنعه من خيالك
و على مقاسك
و لكن تأكد من أن المسرح موجود
و ان هناك جمهور و شهود.