درس في الصمت

دموع1 
صدفة رأيتها وقت الغروب
وحيدة قرب الدار
تفترش رملا أبيضا نخلته بالغربال
فحاكى رمال البحر   نظافة  و جمال
ألقيت السلام
جلست الى جوارها  أحست بي و لم تلتفت
قالت : ابنة عم أم ابنة خال ؟
قلت: عابرة سبيل
أثار فضولها , أغراها صمتك
و طول الشرود …
معرفة ما صار له الحال
قالت: طالت غيبتهم
حتى سألتني عنهم النخلة
و شجرة الليمون ..  و عريشة الكرمة
ما أكثر ما كانوا تحتها يغفون
قلت :أمسافرون؟
تساقط دمعها كطل في شموخ
قلت :أغائبون؟
زفرت   بانين مسموع
قلت: بالله عليك أشجاني حالك ما الموضوع؟
قالت :حاضرون … غائبون
قريبون…  بعيدون
طالعت عينيها
فأذ بهما زوجين من شموع
قلت: أراهم في عينيك أربعا
التفت صوبي لأول مرة
أعرافة بنيتي؟
قلت: لا أحسست بقلبي
لملمت ثوبها بيديها  و نفضت ما عليه من رمال
ألقت شاشتها البيضاء على كتفيها و مشت
تبعتها الي داخل الدار
رفعت عينيها الي نخلة باسقة  تعانق السماء
قالت: شهيد لطالما عانق جريدها
و أدمت قدماه سعفاتها
أشارت بيدها  اجلسي  مقعد خشبي
تحت شجرة ليمون عجوز
السجين أحب دوما الجلوس عند العصاري
في ظلها و العبث كالأطفال بأوراقها
غابت ..  و عادت بكوبين من الماء
لم أدر لم زاغت عيناي الي كرمة الدار
فلاحت على شفتيها  ابتسامة
و قالت: غريب الدار  أقام عريشها
و استطاب عنبها
 أشجاني الدمع المتساقط من عينيها
أخجلني حزنها
فاستأذنت , و قد كفاني ما أثرت  من  شجونها
قطفت جورية حمراء
لم أشم يوما أجمل من عطرها
قالت: غريب منفي زرعها   لأذكره بالدعاء
كلما فتحت وردة ذراعيها
  و داعبها الأثير و نثر عطرها
ما تمنيت الصمت يوما  كيومها
و لا أشجاني حزن كحزنها
تعلمت الصمت  من حينها.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s