حبي الكبير

العرش Kingdom
تصحو مع صياح الديك وصوت المؤذن , تقرع باب غرفتي … الصلاة يا ابنتي. تصلي و تدعو حتى يشرق عليها النهار, تسخن الحليب و تعد الأفطار , تتبع كل خطوة من خطواتي بعذب الرضا, و جميل الدعاء. أعود من مدرستي الي حضنها. تتابع اللقيمات الي فمي و أحس أنها تأكل الطعام معي , ما أطيب طعام أمي …..طعامها ممزوج بنكهة الحنان. تحادثني و تسأل عن يومي  و فروض غدي , تجالسني و أنا أرجع دروسي و هي التي لم تذهب لمدرسة يوما. و كنت أضحك كثيرا و هي تقول: آه يا قدمايَ يا حبيبتايَ … أضع يدايَ علي قدميها المتورمتين الساخنتين -من تعب النهار و كثرة الأشغال –  فتقول لي: لقد ولى الألم  … و أعرف أن شيئا لم يتغير. كنت أجلس بجوارها أسمع معها تلاوة القران  , و هي تردده بشوق و حب , و تهمس في أذني في خشوع: احفظي في صدرك القران فهو درعك لنوائب الأيام, و حصنك ضد كل الأحزان . كانت تراقبني  و أنا أكبر , و كنت أتعجب من الفرح الممزوج بالقلق الذي سكن عينيها. كانت تخشى عليَ من غدي , و تخاف عليً من قادم الأيام. و لكن سلاحها كان دوما الدعاء و صادق الأيمان. قالت ليَ يوما: ضعي كلماتي هذه حلق في أذنيك لا تنزعيه: كوني لطيفة… و زيارتك للناس خفيفة… يحبك الناس. كوني صادقة… فيرافقك الأخيار. كوني بشوشة متفائلة…. تضحك لك الأيام. كوني مؤمنة ….فلن يضيعك الله أبدا . هذة زينتي الأولي… أهدتني اياها أمي , و لم ألبس أجمل منها زينة. هي مدرستي الأولى ….هي حبي الأول و الأعظم , و الأصدق و الأكمل . أشتاق لك كثيرا يا حبيبتي , فسامحي عجزي عن شكرك و تقصيري في وصالك.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s