
يا صاحبي
أبحثُ عنك في ذاكرتي
لأراكَ جميلا
أفتشُ عنكَ في قلبي
حيثُ كنتَ عزيزاً كريما
أجادلُ فيكَ عقلي
كيفَ كنتَ يوماً
صاحبي و رفيقي ….
عمراً طويلا
يا صاحبي
كيفَ ودعَ الفرحُ القلوبَ
و ما أشدُ الحاجةَ إليهِ
و قدْ مزقتنا الخطوبَ
كيفَ ….
يا صاحبي ضللنا الطريقَ
تاهتْ خطانا درباً
مشيناهُ العمرَ
ما كانتْ خُطانا …
يوماً …. عنه تحيدُ
كيفَ يا صاحبي …
يا أخي …
يا أعزَ صديقٍ
كيفَ وقفنا
في وجهِ بعضنا
ملأنا الفضاءَ تناوشاً
و صراخاً و زعيق
كيفَ أنا و أنتَ
أحلّنا … روضا ً واسعاً
لعبنا عمراً ….
في فنائهِ
إلى وغى مقفرٍ خربٍ …
بكتْ علينا …
فيه الأشجارُ و الأحجارُ
و لعنّنا فيهِ الصبيةُ الصغارُ
و الشيخُ الهرمُ ..
و الصبايا الكرامُ
منْ نزعَ قلوبنَا من الجوفِ
و إستبدلها بصفوانٍ
منْ أسدلَ ستائرَ الغشاوةِ
على عيوننا
فلا نميزْ بينَ حلالٍ و حرام
كيفِ حملنا السلاحَ
في كلِ ساحٍ
و إقتتلنا كالغربانِ
كيفَ مزقنا وطناً
كان لنا الإسمَ و الكنيةَ
و العنوان
لو كانَ ثراهُ ينطقُ
لقالَ: إني منكم براءُ
و كما قالتْ الثكلى:
ليتني قطعتُ رحمي بيدي
ما أنجبتُ أخوةً أعداءَ
يا صاحبي
دعنا نفيق
و قد أمسينا عراةً
جوعى مشردين
و ضلَ منا الطريقَ
دعنا نبدأُ اليومَ
نتصالحُ و نتسامحُ
و قد نمسى و لا ندري
إن كان من غدٍ
عليه نفيق.
رائع رائع ….. صدق الكلمات و التعبير و الخيال