انتقل إلى المحتوى
الحصاد
شجرة البرتقال
وضعها بين يديَ كالطفل الصغير
و قال لي: بسم الله ازرعها
و تمنى على الله الخير
و ان نأكل منها الثمر يوما
قلت: متى يا أبي؟
قال : لكل شيء ميعاد
و لكل زرع حصاد
مرت سنة بعد سنة
وكل الشجر أثمر الا شجرتي
شجرة البرتفال
شكوت الشجرة الي أبي
يا أبتي: هذة الشجرة عقيم
لا أزهرت و لا أثمرت
قال لي بابنسامة عريضة :
الصبر يا ولدي هو الدرس الأول
الذي أردتك أن تفهم و أن تتعلم
سألته متذمرا:
لماذا زرعنا شجرة حصادها بعيد
ألا زرعنا واحدة حصادها قريب
رد أبي: حصاد بعيد و لكن و فير
و يدوم سنين بعد سنين
سألته ببراءة الاطفال:
هل ستعيش حتى نأكل البرتقال معا يا أبي؟
قال و دمع عصى عينيَه و فر الي وجنتيه
لكل شي قدر
مرت السنون
و قد غبت عن ناظريه و عن الحقل
عدت زائرا
قال لي و الفرح يملا قسمات ووجهه التي عانقت بعضها
لقد فاتك العطر و قد أزهر الورد
و لكن لم يفتك الحصاد
قطفت بيدي ما زرعت
ملا الفرح النفس و أنا أتلمس الثمر
و غلبني الدمع من البهجة
و قال لي : ها قد كتب الله لنا الحصاد
و سنأكل البرتقال معا
هل فهمت الدرس يا ولدي
فلينظر المرء ما يزرع
لكل زرع حصاد
و لكل حصاد ميعاد.